أخبار

إنتاج الحرنكش عضوياً تحت الصوبات الزراعية.. محصول اقتصادي واعد

يعتبر الحرنكش من محاصيل الخضر غير التقليدية والمنتشر زراعته بمصر كما تتركز زراعته في محافظتي القليوبية والبحيرة.

ويعتبر الحرنكش من محاصيل الخضر التصديرية التي يكثر عليها الطلب من الاتحاد الأوروبي خاصة فرنسا وألمانيا لما له من قيمة غذائية كبيرة.

يتبع الحرنكش العائلة الباذنجانية، وهي نفس العائلة النباتية لنبات الطماطم والفلفل والباذنجان، وهو من الخضر الثانوية غير التقليدية حيث أن المساحات المنزرعة منه قليلة نسبيا بالمقارنة بمحاصيل الخضر الأخرى.

تستخدم ثماره إما في الأكل طازجة أو يدخل في عمل بعض العصائر والمربات، كما أصبح له قيمة اقتصادية في الآونة الأخيرة في مصر وزاد الطلب عليه سواء للسوق المحلي، حيث بلغ سعر الكيلو من الثمار 25 جنيه بالإضافة إلي الطلب عليه تصديراً إلى الدول الأوروبية في الفترة من ديسمبر حتى مارس، وهي الفترة التي يتضاعف فيها سعر الحرنكش.

تجربة زراعة الحرنكش باستخدام الأسمدة العضوية:

من خلال تجربة بحثية بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي تمكن الدكتور محمد سعيد محمد، أستاذ مساعد بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي تحت ظروف الصوبة الشبكية من إنتاج الحرنكش باستخدام أسمدة عضوية غير تقليدية مثل : سماد الأرانب، تفل الزيتون , الكمبوست.

وأضاف سعيد لـ ” المستقبل الأخضر”، أن الهدف من التجربة تقليل الاعتماد علي الأسمدة المعدنية التقليدية، ومحاولة تقليل التلوث الناتج عن تلك الأسمدة سواء في التربة أو علي صحة الإنسان الذي يتناول الثمار فيما بعد.

وتابع سعيد، تمت زراعة نباتات الحر نكش علي مصاطب داخل الصوبة موضحاً أن الصوبة تتكون من خمسة مصاطب، وعرض كل مصطبة متر ومساحة الصوبة 360 متر مربع 40X9 كما أن عدد النباتات المنزرعة 800 نبات حرنكش.

أوضحت النتائج المبدئية للمحصول، أن أفضل إنتاج كان من استخدام الأسمدة العضوية مجتمعة مع تخفيض استخدام الأسمدة المعدنية إلي النصف وكان المحصول الناتج للصوبة 335 كجم

أما أقل محصول نتج من استخدام تفل الزيتون منفردا كسماد عضوي مع نصف الجرعة من السماد المعدني وأعطي محصول 175 كجم للصوبة.

استخدام التسميد المعدني بجرعة 100% أعطي كمية محصول حوالي 200 كجم للصوبة لذلك يمكن التوصية باستخدام الأسمدة العضوية المختلفة في إنتاج محصول الحرنكش ، لما لها من نتائج مبشرة وكذلك يحافظ علي نظافة البيئة والتربة والحفاظ علي صحة الإنسان خاصة إن محصول الحر نكش محصول واعد في التصدير للأسواق الأوروبية.

مواعيد الزراعة:

وتطرق د. سعيد إلي الحديث عن مواعيد الزراعة والمعاملات من ري وتسميد والقيمة الغذائية لهذا النبات، موضحاً أنه يمكن زراعة الحر نكش طوال العام إذا ما توافرت الظروف المناخية المناسبة لنموه في تلك المناطق، حيث أنه كباقي محاصيل العائلة الباذنجانية محب للجو الدافئ وتأثر البرودة في نموه وإنتاجه وعموما يزرع في العروات التالية:

– الصيفي المبكر: في الوجه القبلي خلال شهر فبراير والوجه البحري خلال شهر مارس

– الصيفي: خلال شهر ابريل وهي اعلي العروات في المحصول

– الخريفي: تزرع خلال شهر أغسطس ومحصولها يأتي في المرتبة الثانية من حيث كمية الإنتاج

– الشتوي: تزرع في المناطق الدافئة خلال سبتمبر وأوائل أكتوبر ويزرع في المشتل قبل النقل بشهرين وهذه هي العروة المناسبة للزراعة تحت الصوب.

التربة المناسبة للزراعة:

يمكن زراعته في جميع أنواع الأراضي كما أنه يتحمل الملوحة حتى 3000 جزء في المليون، ولكن لإنتاج محصول جيد تفضل الأراضي الخصبة وغير الجيرية تحت ظروف الأراضي الرملية يمكن أن يعطي محصول جيد، ولكن يجب الاهتمام بالأسمدة العضوية وزيادة كميتها حيث يمكن أن يعطي محصول بكر عن الأراضي الطميية والطينية.

الري:

نبات الحرنكش نبات قوي غزير التفريع يحتاج إلي الري المنتظم، حيث أن تعرضه للعطش أو زيادة الري يؤدي إلي قلة الأزهار المتكونة ونسبة العقد، ويمكن أن يؤدي إلي تساقط الأزهار والعقد، كما يفضل تحت ظروف الري بالتنقيط أن يتم الري خلال شهر مارس وحتى شهر سبتمبر، وأن يكون الري صباحا ومساءً، ويحتاج نبات الحر نكش في المتوسط من لتر إلي حوالي 3 لتر للنبات حسب مرحلة النمو أما في أشهر الشتاء يتم الري مرة واحدة.

التسميد:

أما بالنسبة للتسميد، يضاف تحت ظروف الري بالتنقيط هذه النسب من الوحدات في مرحلة النمو الخضري N:P:K 1:1:1 أما في مرحلة التزهير فتكون النسبة 1:2:1، وفي مرحلة عقد وتكوين الثمار فتكون النسبة 1:3:5 من الأسمدة النيتروجينية والفوسفاتية والبوتاسية علي التوالي.

المحصول:

تتباين الأصناف فيما بينها من حيث ميعاد الجمع، ولكن عموما تتراوح بين 80-100 يوم من الشتل، تبدأ عملية الجمع بجفاف الكأس وهو الغلاف المحيط بالثمرة بحيث يأخذ لون القش، وقد يستمر الجمع لمدة تتراوح من 2-3 شهور، ويتم الجمع كل أسبوعين كما يبلغ إنتاجية الفدان من الثمار حوالي 3- 4 طن.

القيمة الغذائية لثمار الحر نكش:

واختتم سعيد، تعتبر ثمار الحرنكش غنية بالمعادن مثل: الكالسيوم والفسفور والحديد وفيتامين c وكذلك المواد المضادة للأكسدة مثل الكاروتين، وهي مواد لها دور مهم في حماية الجسم من السرطان، حيث تتفاعل مع الشائق الحرة التي قد تصيب الخلايا بالسرطان، وبالتالي تقي الجسم من خطر الإصابة به.

للحرنكش أسماء كثيرة أشهرها الست المستحيية، وذلك لأنه عندما تقوم بلمس أوراق النبات تنكمش علي بعضها وكذلك الأزهار، ويطلق عليه بالإنجليزية Husk tomato أي الطماطم الشيري التي لها غلاف ويطلق عليه في أمريكا اللاتينية اسم Tomatello وكذلك يطلق عليه بعض الأسماء باختلاف المنطقة والبلد.

إغلاق