أخبار

التيف .. هل يصبح بديلا عن القمح في بعض المخبوزات.. ما قيمته الغذائية ودوره كمحصول حيوي؟

التيف واحداً من محاصيل الحبوب الغنية بالعناصر الغذائية التي تحظي باهتمام العالم بأسره بفضل قيمته الغذائية العالية وخصائصه المميزة كما أنه محصولًا استراتيجيًا للتغذية والزراعة في مناطق معينة خاصة في إثيوبيا وإريتريا تعتبر هذه الحبوب جزءًا لا يتجزأ من التراث الغذائي والثقافي في هذه المناطق حيث يعود استخدامها إلى آلاف السنين من خلال التقرير يمكن معرفة أهميته.

تناولت الدكتورة شكرية المراكشي خبيرة الزراعات غير التقليدية والصحية، عن محصول التيف وأهميته وفوائده الصحية، بالإضافة الى التحديدات التي تواجه زراعته واستخدامه ثم كيفية الإعداد والاستخدام في الطهي، والخبز.

وأوضحت المراكشي، أن المحصول يتضمن مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية الأساسية مثل: البروتينات والأحماض الأمينية الأساسية، بالإضافة إلى الألياف والمعادن والفيتامينات.

كما يشتهر بقدرته على التحمل والنمو في ظروف بيئية صعبة مما يجعله محصولًا مستداماً ومفيداً للزراعة في الظروف الجافة والمناخات القاسية.

ما هو محصول التيف؟

وتابعت د. المراكشي، أن هذا المحصول عبارة عن بذور صغيرة جداً تشبه حجم حبة الخشخاش تقريباً، وعلى الرغم من طريقة تناوله المشابهة للحبوب فإنه في الواقع ليس حبوبًا بل بذور وهو يشبه الكينوا أو الدخن أو بذور الكتان.

الموطن الاصلي له:

أشارت إلى أنه محصول أساسي أصلي لإثيوبيا وإريتريا وهو يزرع أيضا في جنوب أفريقيا وأستراليا كمحصول غطاء لمنع تآكل التربة وإعادة توفير العناصر الغذائية للتربة، ويزرع أيضا للحيوانات الماشية.

وحتى وقت قريب كان يزرع في الولايات المتحدة كغذاء للخيول فقط وأنه الآن بدأ المزارعون في بعض المناطق بزراعته للاستهلاك البشري.

ويوجد أكثر من 4000 نوع من هذه البذور ذو القيمة الغذائية كما أن كل 150 بذرة من التيف تعادل حبة من القمح.

وأضافت، أن هناك العديد من الأسباب للنظر في إضافة هذا الطعام إلى وجباتنا لكونه يحتوي على فوائد صحية، والتي منها :

خالي من الجلوتين بشكل طبيعي: حيث يعتبر خياراً ممتازاً للأشخاص الذين يرغبون في تقليل كمية الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين كما أن الأشخاص الذين يعانون من مرض السيلياك من اضطراب مناعي يتفاعل فيه الجسم مع بروتينات الجلوتين الموجودة في الشعير والجاودار والقمح، ويؤدي هذا الاضطراب إلى تلف الأمعاء الدقيقة وظهور أعراض مثل : الانتفاخ والإسهال لذلك يكون تناوله أفضل لهم.

يمكن استخدام دقيق التيف بدلاً من الدقيق الذي يحتوي على الجلوتين في العديد من الأطعمة بما في ذلك الكوكيز والكيك والفطائر والمعجنات والخبز كما يمكن أيضًا أن يكون خياراً جيداً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل هضمية أخرى.

مصدر جيد للأحماض الأمينية: بما أن الأحماض الأمينية هي الوحدات الأساسية للبروتين فإن التيف غني بالبروتين ويحتوي على تركيبة ممتازة من الأحماض الأمينية مما يوفر ثمانية من تلك الأحماض التسعة الأساسية للإنسان.

يحتوي على نشا مقاوم: النشا المقاوم هو نوع من الكربوهيدرات يقاوم الهضم في الأمعاء الدقيقة ويمر مباشرة إلى الأمعاء الكبيرة، حيث تتخمر الألياف هذه الألياف تغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء الكبيرة وتزيد من إنتاج الأحماض الدهنية القصيرة، تساعد الحمية الغنية بالنشا المقاوم على تثبيت مستوى السكر في الدم بالإضافة إلى دعم صحة الجهاز الهضمي وسلامة الأمعاء.

يساعد في إدارة مستويات السكر في الدم: حيث يتمتع بمؤشر جلوسيميك منخفض نسبيًا مقارنةً بالعديد من الحبوب الأخرى نظرًا لأن كل بذرة صغيرة جدًا، فمن المستحيل (للجهاز الهضمي) معالجتها بنفس الدرجة مثل الحبوب الأخرى وبالتالي تساعد في منع ارتفاع السكر في الدم .

غني بالكالسيوم: يحتوي على قيمة عالية من الكالسيوم تتخطى معظم الحبوب الأخرى حيث يحتوي على أكثر من خمسة أضعاف الكالسيوم الموجود في الشوفان.

المخاطر أو الآثار الجانبية:

وأضافت رغم أن بذوره غنية بالعناصر الغذائية ويمكن أن تكون إضافة جيدة إلى تنوع الوجبات لكن هناك بعض الأشياء التي يجب معرفتها.

مثل أي طعام غني بالألياف، يمكن أن يسبب تناول كمية كبيرة منه الى حدوث الغازات والانتفاخات كما أن الخبز بدقيق التيف ليس له نتائج مماثلة لدقيق القمح حيث لا يرتفع دقيق التيف كثيراً، لذا من المثالي استخدامه في المنتجات المخبوزة التي لا تحتاج إلى الارتفاع كثيراً على أي حال، مثل الكريب أو الكوكيز.

كما يحتوي على مضادات العناصر الغذائية مثل: الدخن والقطيفة التي هي جزيئات تحجب أو تقلل من امتصاص العناصر الغذائية يمكن تقليل مضادات العناصر الغذائية في دقيق التيف من خلال الطريقة التي تقوم بها في تحضيره.

طرق تحضير بذور التيف:

ومن طرق تحضيرها إما تركها في شكلها الكامل أو طحنها إلى دقيق الحبوب الكاملة نظرًا لأن القشرة والجنين يشكلان نسبة كبيرة من الحبوب، فمن المستحيل إنشاء “تيف أبيض” عن طريق إزالتها كما يتم مع الأرز الأبيض ودقيق القمح الأبيض ومهما كانت الطريقة التي تؤكل بها، يكون لحبوب التيف طعمًا خفيفًا ومكسراتيا.

ولففت أنه ومن أهم الأسباب التي قد نفكر في إضافة هذا المحصول إلى مجموعتنا من الحبوب الكاملة هو ملفه الغذائي حيث أنه يحتوي على بروتين وأحماض أمنية ومضادات أكسدة وفيتامين أ, ج , ب ومعادن وغيرها ويعتبر مصدراً غنيًا بالألياف.

ولفتت إلى أن النبات يستخدم في المطبخ الإثيوبي بشكل شائع في الأطعمة والمشروبات التقليدية بعض هذه الأطعمة تشمل الحليب، والمشروبات الكحولية التقليدية كما أنه يلعب دورًا حيويًا في الأمن الغذائي والتغذية وتوليد الدخل للمزارعين الصغار في إثيوبيا فهو مصدرًا للعيش لنحو 43٪ من مزارعي البلاد الفقراء اقتصاديًا.

هل التيف محصول مستدام؟

تقول المراكشي، إنه في إثيوبيا ينتج معظم محاصيل التيف من قبل المزارعين الصغار فهو يلعب دوراً مهماً في الزراعة المستدامة بفضل قدرته على النمو في مناخات غير متوقعة وظروف التحديات المناخية حيث ينمو بشكل جيد إلى حد ما مع كميات محدودة من المطر ويستعيد عافيته بعد الجفاف، وينمو بسرعة حتى يصل إلى النضج بعد هطول الأمطار الجيدة.

يستخدم أحيانًا كمحصول (الإنقاذ) أو الطوارئ حيث يحل محل محصول آخر في منتصف الموسم عندما لا ينمو المحصول الأصلي , كما أنه منخفض في استهلاك المياه , والوقود أثناء علميات الطهي.

أين يمكن شراء التيف؟

يمكن العثور على الدقيق في رفوف الخبز في متاجر الأطعمة الطبيعية، بالإضافة إلى بعض متاجر الأطعمة الخاصة أو التيف كمكون في رقائق، وكعك البسكويت، ومنتجات أخرى في ممر الوجبات الخفيفة في الدول الاوروبية.

اما العثور عليه كحبوب، قد يوجد مع الحبوب الأخرى؛ ومن المرجح أن يوجد في متاجر للأطعمة الطبيعية أو السوق الأفريقية بدلاً من السوبر ماركت العادي.

و يمكن شراء التيف الكامل، أو منتجاته أو الدقيق عبر الإنترنت من عدة مواقع بالإضافة إلى ذلك، تشمل بعض العلامات التجارية التي تستورد المحصول مباشرة من إثيوبيا وتدعم المزارعين هناك .

كيفية تحضير واستخدام التيف:

يمكن تحضيره مثل: الحبوب الكاملة، ويمكن استخدام دقيق التيف لتحضير مجموعة متنوعة من المنتجات المخبوزة في المنزل وقبل الطهي يجب غسله جيداً نظراً لصغر حجم حبوبه كما يمكن استخدام مصفاة مبطنة بقماش الجبن أو منشفة لضمان عدم فقدان الحبوب من المصفاة.

يمكن استخدامه لتحضير أطباق مثل: الشوربة وأطباق الإفطار، والخبز، والإنجيرا والفطائر، وأطباق الحبوب المالحة، والأطباق المقدمة مع اللحوم والخضروات.

المصدر المستقبل الاخضر

اترك تعليقاً

إغلاق