عدد السعرات الحرارية في قوائم الطعام من المتوقع أن يمنع الآلاف من الوفيات الناجمة عن السرطان

أظهرت دراسة جديدة أن إضافة ملصقات السعرات الحرارية إلى قوائم المطاعم يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح ومليارات الدولارات من تكاليف الرعاية الصحية والمجتمعية.

ووجدت الدراسة أن القانون الأمريكي الذي تم تنفيذه في عام 2018 والذي يلزم المطاعم وسلاسل الوجبات السريعة التي لديها 20 منفذًا أو أكثر بعرض ملصقات السعرات الحرارية على قوائمها، أظهر بالفعل انخفاضًا صافيًا قدره 20 إلى 60 سعرًا حراريًا لكل وجبة.

واستنادًا إلى بيانات المسح الغذائي الوطني، والنماذج التي أجراها باحثون من جامعة تافتس، فمن المتوقع أن تمنع هذه السياسة ما لا يقل عن 28000 حالة سرطان مرتبطة بالسمنة في فترة حياة مجموعة البالغين المشاركين، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عامًا.

وهذا من شأنه أن يمنع حوالي 16700 حالة وفاة بالسرطان خلال نفس الفترة الزمنية، ويوفر مجتمعة 2.8 مليار دولار (2.55 مليار يورو) من تكاليف الرعاية الصحية والتكاليف المجتمعية.

أكبر عدد من وفيات السرطان

وأظهرت التوقعات أن أكبر عدد من وفيات السرطان التي تم تجنبها كانت في الكبد (4530)، والثدي بعد انقطاع الطمث (3080)، وبطانة الرحم (2060)، والكلى (1980)، والبنكرياس (1230).

وتظهر الأبحاث السابقة كيف يمكن لهذه السياسة أن تمنع عددًا كبيرًا من أمراض القلب والأوعية الدموية وحالات مرض السكري من النوع الثاني بين البالغين في الولايات المتحدة، ولكن التأثيرات الصحية والاقتصادية على السرطانات المرتبطة بالسمنة لم يتم تقييمها من قبل.

وقال المؤلف الرئيسي منجكسي دو، وهو مرشح لدرجة الدكتوراه في علم الأوبئة الغذائية وعلوم البيانات في كلية فريدمان بجامعة تافتس: “من المهم بالنسبة لنا أن نستمر في إظهار المستهلكين وصانعي السياسات والصناعة كيف يمكن للتغييرات الصغيرة أن تؤدي إلى فوائد كبيرة”.

“تشير وجهة نظرنا على مستوى السكان إلى أن هذه العلامات يمكن أن ترتبط بمكاسب صحية كبيرة ووفورات في تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالسرطان والتي يمكن مضاعفتها مع استجابة إضافية من الصناعة، مثل استبدال عناصر القائمة ذات السعرات الحرارية العالية بخيارات منخفضة السعرات الحرارية أو إعادة صياغة الوصفات”.

الدراسة التي نشرت يوم الثلاثاء في مجلة BMJ Open ، أن المجموعة التي ستستفيد أكثر من غيرها هي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 44 عامًا، وهي المجموعة التي تشهد ارتفاعًا غير متناسب في حالات السرطان المرتبطة بالسمنة.

وقال الباحثون إنه لا يزال يتعين القيام بالمزيد حتى يتمكن الأشخاص من جميع الخلفيات من الاستفادة من سياسة وضع العلامات.

“يدرك الأشخاص ذوو التعليم العالي أو مستويات الدخل المعلومات الموجودة في ملصقات القائمة وكيفية فهمها، ولكننا بحاجة إلى بذل بعض الجهد في التعليم بين المجتمعات الممثلة تمثيلا ناقصا أو منخفضة الدخل أو المعرضة للخطر لأننا ما زلنا نرى بعض الفوارق، قال دو.

وتقدر الدراسات أن السرطانات المرتبطة بالسمنة تمثل الآن حوالي 40 في المائة من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها حديثا في المملكة المتحدة، وتساهم بنسبة 43.5 في المائة من التكاليف المباشرة لرعاية مرضى السرطان.

يعاني واحد من كل ثلاثة أمريكيين من السمنة المفرطة، والسمنة عامل خطر مؤكد لـ 13 نوعًا من السرطان.

عد السعرات الحرارية في القائمة في أوروبا؟

في حين أن القيم الغذائية كانت مطلوبة على الأطعمة المعبأة مسبقًا في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي منذ عدة سنوات، إلا أن معظم البلدان في أوروبا لا تزال لا تفرض عدد السعرات الحرارية على قوائم الطعام في المطاعم.

واقتربت أيرلندا من سن هذا القانون، وكانت هذه السياسة قيد النظر منذ عام 2015، لكن الحكومة تراجعت منذ ذلك الحين عن تنفيذها.

 

إحدى الدول خارج الاتحاد الأوروبي التي تتطلب عدد السعرات الحرارية في قوائم الطعام هي المملكة المتحدة، والتي لديها متطلبات وضع علامات على السعرات الحرارية منذ عام 2022.

وينطبق القانون على الشركات التي لديها 250 موظفًا أو أكثر في إنجلترا، بما في ذلك المقاهي والمطاعم والوجبات السريعة، لعرض معلومات السعرات الحرارية للأطعمة غير المعبأة والمشروبات الغازية التي يتم إعدادها للعملاء.