أخبار
زراعة الأرز بطريقة “سومر “.. توفير 50% مياه و25% سماد دون انخفاض في الإنتاجية والجودة
محصول الأرز من أهم المحاصيل الاستراتيجية التصديرية بعد محصول القطن، والذي تعتمد عليه الدولة في زيادة حصيلتها من العملـة الـصعبة ورغم أهمية المحصول علـى المـستوى الداخلي والخارجي بالنسبة لمصر الى أنه يواجه أزمة مياه تهدد إنتاجيته لذا بات لزاماً على الدولة أن تعمل جاهدة لمواجهة هذا الخطر من خلال تبنى وانتهاج مسئولي السياسة الزراعيـة في مصر بعض السياسات التي تهدف إلى تخفيض المساحات المنزرعة من محـصول الأرز وذلـك نظـراً لاستحواذ محصول الأرز على نحو (٢٥-٢٢)% من إجمالي حصة المياه المخصـصة لري المحاصيل الزراعية بما يعادل نحو 30 % من إجمالي حصة مصر الكلية والبالغة حوالى 55.5 مليار م3
كما بلغ إجمالي مساحة الأراضي المزروعة بالأرز عام 2023 نحو 1.7402 مليون فدان وتتطابق مع المساحة المنزرعة في عام 2022 دون تغيير فكان لابد من إيجاد طرق حديثة لزراعة الأرز تعمل على توفير المياه.
تمكن الدكتور محمد السيد الحجري , أستاذ مساعد و رئيس وحدة الري و الصرف , مركز بحوث الصحراء ود. رحاب عطية الشربيني استاذ الدراسات الاقتصادية بمركز بحوث الصحراء من إعداد طريقة جديدة لزراعة الأرز تحت أسم ” سومر ” لمواجهة تحديات توفير مياه الري في المحاصيل الاستراتيجية وباعتبار الأزر أكثر استهلاكاً للمياه بشكل كبير.
في البداية أوضح د. الحجري أن سومر تعني اختصار لاختصار إدارة التربة والمياه لزراعة الأرز والمقصود بها زراعة الأرز في باطن الخطوط و ذلك بغرض إحلال حجم تربة الخطوط للمياه الراكدة (الماء المضاف لحقل الأرز).
طريقة السومر:
مضيفاً تتلخص طريقة سومر في أنها تعتمد على زراعة الأرز سواء بالشتلات أو بالبذور في قاع الخطوط مما يوفر نصف كمية مياه الري و كذلك يتم توفير ربع كمية السماد المستخدم، و قد أحتفت العديد من سائل الإعلام الغربية و المحلية بالتكنولوجيا الحديثة وفي انتظار تفعيلها و نشرها في مصر والعالم، و يمكن لطريقة سومر أن تعمل وفقا للظروف البيئية المتاحة حيث يمكن أن يكون الشتل يدوي أو يكون الشتل ميكانيكي.
إجراءات تنفيذ التجربة:
تم توفير شتالة آلية ماركة كوبوتا 6 خطوط ذاتية الحركة و إجراء التعديلات اللازمة بها للزراعة في باطن الخطوط (طريقة سومر) كما تم إعداد الأرض و الحرث و التسوية بالليزر وشتل الأرز صنف 108 سخا بالطريقتين الشتل الميكانيكي التقليدي والشتل في باطن الخطوط “سومر” وتم الري شرط أن لا يقل عمق المياه عن7 سم ارتفاع فوق سطح التربة
وتابع د. الحجري كانت المساحة المخصصة لكل طريقة فدان و تم المقارنة بفدان شتل يدوي لنفس الصنف للجار بالإضافة الى تركيب محبس وعداد تدفق للمياه لكل حقل لقياس المياه المضافة ومتابعة الري و إضافة السماد و أخذ القياسات النباتية اللازمة و أخذ عينات تربة و مياه للتحليل الكيميائي.
ولفت إلي أن تكلفة الشتل الآلي التقليدي كانت مساوية لتكلفة اليدوي ولكن لا تتوفر شتلات آلية تكفي مساحة المليون فدان أرز بالجمهورية بينما تكلفة الشتل الألي بتقنية سومر تزيد 600 جنية للفدان و ذلك ثمن عزق الأرض و فرم التربة و تمهيدها للتشكيل والشتل بتقنية سومر و في المقابل يتم توفير 2135 جنية قيمة نصف تكاليف الضخ نظراً لتوفير نصف تكاليف المياه.
النتائج الفنية :
ومن خلال هذه التجارب جاءت النتائج الفنية كالاتي :
قدرت احتياجات إضافة مياه لحقل سومر بمقدار 3409 متر مكعب للفدان، وإضافة مياه للحقل الذي تم شتلة ميكانيكيا بواسطة الشتالة بمقدار6892 متر مكعب للفدان ،كما تم إضافة مياه لحقل الجار المشتول يدويا بمقدار 12088 متر مكعب للفدان.
توفر تقنية الزراعة المبتكرة سومر أكثر من 50% من مياه الري للأرز و يمكن زيادة نسبة التوفير كلما تم ضبط عمق مياه الري المضاف.
الإنتاجية للثلاثة طرق كانت متقاربة بمتوسط 3 طن للفدان.
طريقة الزرعة بسومر اقتصادية مقارنة مع الزراعة بالطرق التقليدية لأن تكاليف إعداد الأرض تساوي 14% من تكاليف وقود مضخة الري طوال الموسم و الذي يقل إلي النصف نظرا لانخفاض كمية المياه المضافة إلي النصف و بالتالي تقل التكلفة بمقدار 35% من تكاليف وقود ضخ المياه.
مواصفات الجودة لحبوب الأرز الشعير وكذلك المواصفات المورفولوجيا الظاهرية للنبات كانت الأفضل لتقنية سومر يليها الشتل الآلي التقليدي ثم الشتل اليدوي وسيتم حساب نسبة الهالك بعد ضرب و تبييض الأرز بعد الحصاد لكل طريقة.
وزن الألف حبة كان لكل من سومر والشتل الميكانيكي التقليدي 23.7 جم بينما كان 19.4 جم للشتل اليدوي المتبع في مصر.
في الشتل اليدوي المتبع في مصر تم ملاحظة زيادة وزن الكتلة الحيوية (الأوراق و الفرع التي تنتج التبن) للشتل اليدوي على حساب وزن الحبوب مما يقلل من مواصفات الجودة للأرز.
لا يمكن توفير المياه باي طريقة بدون الإدارة الجيدة للري (تسوية بالليزر – ضبط كميات المياه المضافة طبقا للتوصيات) و ما هو غير متوفر في مساحات الأرز المنزرعة حيث لا توجد قياسات لكميات المياه المضافة.
بناء على القياسات التي تم أخذها لعمق مياه ري الأرز في العديد من المحافظات (كفر الشيخ , الشرقية , الغربية , البحيرة) يتراوح عمق المياه المضافة من 12-15 سم (الري 25-30 مرة طوال الموسم) بكمية مياه مضافة تبلغ (15000 متر مكعب للفدان) وهو ما يسبب إهدار كبير لكميات المياه العذبة (ما يقرب من 15 مليار متر مكعب لري مليون فدان أرز مزروع بشتل يدوي).
ومن أهم التوصيات التي جاءت :
التأكيد علي جودة إدارة الري للأرز و ذلك بعدم إضافة مياه زائدة عن العمق الموصي به (7 سم).
ضرورة التسوية بالليزر للأراضي التي تزرع بالأرز خاصةً و الري السطحي على العموم.
تعميم تقنية زراعة الأرز في باطن الخطوط (سومر100) لتوفير نصف كمية مياه الري و ذلك بتخطيط الأرض بالخطاط (مثل تخطيط الأرض لزراعة الذرة) و ذلك للشتل اليدوي لسرعة الوقت و عدم توفر الشتلات الآلية الكافية لشتل المليون فدان.
توفير الشتلات الآلية بشكل تدريجي (سواء على المستوي الحكومي أو الخاص) لزياده موصفات الجودة الخاصة بحبوب الأرز و زيادة القيمة المضافة له مما يقابله زيادة في السعر للتصدير حيث أن السعة الحقلية للشتالة هي شتل 130 فدان خلال الموسم، لذلك لا بد من زيادة عدد الشتالات الميكانيكية أو العمل علي تصنيعها بمصر لتكفي العجز و تكون بمثابة نواه لتصنيع المعدات الزراعية وإلي أن يتم ذلك يمكن الزراعة بطريقة سومر 100 و هي تخطيط الأرض بخطوط المسافة بينها 50 سم و شتل الأرز في قاع الخطوط على شكل رجل غراب كما تم في كفر الشيخ و يكون الشتل يدوي و زادت كمية المحصول بهذه الطريقة 50%.
يمكن تعميم الزراعة بطريقة سومر في مصر عن طريق مبادرة (ممكن تزرع في الأرض المخالفة بسومر) حيث أنها لا تستهلك مياه مثل الطرق التقليدية و تقارب من محصول الذرة في استهلاك المياه، بحيث يمكن السماح للأراضي التي لا تدخل ضمن نطاق الزمام المسموح به زراعة الأرز أن تزرع الأرز و لكن فقط بتقنية سومر لتوفير المياه، و من يخالف تنفيذ التقنية أو زيادة عمق الماء المضاف الموصي به يتعرض للمسائلة القانونية.
استمرار الدعم المالي و اللوجيستي للبحث العلمي الخاص بطريقة سومر للتطوير و إمكانية توفير المزيد من مياه الري.