أخبار

أسرع الطرق لتحقيق الاكتفاء الذاتي.. توظيف التكنولوجيا في تحسين الإنتاج الزراعي

يعتبر استخدام التكنولوجيا في تحسين وتنمية القطاع الزراعي هي السبيل لتحقيق الاكتفاء الذاتي على المدى البعيد، مما يساعد في الإستغناء عن العملة الأجنبية وخفض الإستيراد.

توظيف التكنولوجيا في تحسين إنتاج القطاع الزراعي

يقول المهندس أيمن الرفاعي، استشاري الزراعة والبيئة، أن التكنولوجي تم تطبيقه فعليا مع البحث العلمي، وله نتائج تطبيقية خرجت بالفعل إلى النور، وتمت استدامتها في توسعات المشروعات القومية التي تتم الآن.

ومع تنفيذ التكامل بين جميع المشروعات القومية، سيجعل لها انعكاسها على زيادة الدخل والاقتصاد القومي.

تطبيقات فعلية لاستخدام التكنولوجيا في المجال الزراعي

ويشير، أنه من خلال استخدام التكنولوجيا في مجال تحسين وتنمية القطاع الزراعي، تمت توسع الرقعة الزراعية أفقيا، عبر استخدام تكنولوجيا الطاقة الشمسية واستخدامها في طلمبات المياه الموجودة على الآبار مما ساعد على توصيل الكهرباء لها.

“كما أن تطبيق التكنولوجيا في المجال الزراعي، تم الاستغناء عن استخدام الديزل كبديل، في ظل ارتفاع أسعار الطاقة، مما ساعد على خفض التكلفة سواء بالنسبة للمزارع أو المستثمر، وبالتبعية ينخفض العبء على المستهلك في النهاية.

كما ساعدت التكنولوجيا تحت حزام الفقر المائي الذي نعاني منه، تم تطبيق التكنولوجيا في تطبيق طرق الري الحديثة، مثل نظام الري بالتنقيط والري بالرش، بهدف تقليل المياه المستخدمة من الحد الاقتصادي، وهو استخدام كافي لنمو النبات في حد ذاته، وهذا يعني أننا لا نهدر في المياه، خاصة أن 80% من المياه من حصة مصر يتم توجيهها إلى قطاع الزراعة.

مزايا تطبيق التكنولوجيا في تحسين الإنتاج الزراعي

ويشير أيمن الرفاعي، أن استخدام التكنولوجي ساعد في استنباط سلالات جديدة من المحاصيل، تتأقلم مع ملوحة التربة ذات احتياج أقل للمياه، وتم تنفيذها مع محصول القمح والأرز.

“ويعتبر، أن استخدام التكنولوجيا يعتمد في مجال الزراعة على كمية أقل من المياه، مع الحفاظ على الكم المنتج، وبالتالي نستطيع توفير احتياجات السوق، ولكن بطريقة مختلفة تهدف إلى زيادة كمية الإنتاج وزيادة إنتاجية الفدان من الصنف الواحد من خلال التوسع الرأسي، مما يساعد على تقليل الفجوة من الاكتفاء الذاتي في مصر خاصة في ظل ارتفاع أسعار القمح من 200 دولار إلى 550 دولارا.

“وهذا يعني تخفيف الضغط على العملة الصعبة على الاقتصاد القومي، مما يجعلنا نوفي في الاستيراد من 12 مليون طن في العام الواحد إلى 8 ملايين طن، مما يوفر العملة الصعبة، ويضاف إلى ذلك الخدمات المعاونة مثل مشروعات الصوامع، التي تم تنفيذها بهدف تقليل الفاقد، الذي كان يصل من قبل بنسبة 30% عندما كانت شون القمح مفتوحة.

تبطين الترع وإعادة توزيع المياه المهدرة

ويشير المهندس أيمن الرفاعي، أن استخدام التكنولوجي في تبطين الترع، يساعد على خفض كمية الفقد في المياه، مما يساعد على توصيل المياه إلى الأماكن المحرومة من وصول المياه لها، مما يساعد على زيادة الانتاجيه، وحدث ذلك من خلال إعادة التوزيع للمياه المهدرة.

“كما أن تبطين الترع عبر استخدام التكنولوجيا، ساعد في القضاء على الحشائش، التي كان ينفق عليها الكثير من المال في المبيدات لتطهير الترع، والتي كانت تمثل تكلفة إضافية على المزارع، ولكن بعد التبطين اختفت أي تكلفة أو أضرار، فهناك أشياء إذا تكاملت مع بعضها ستنعكس في النهاية على خفض التكاليف التي سيشعر بها المزارع.

كيفية الاستفادة من التكنولوجيا في مجال الزراعة؟

وينوه، أن الحل يكمن في ضرورة زيادة توعية المزارعين بدور التكنولوجيا في خفض المجهود المبذول، ومعرفة دورها في حل المشاكل الكبيرة، والتأكد من دور التكنولوجيا في تحقيق الفلاح أرباح لنفسه من خلال تكلفة أقل.

الحيازات الصغيرة عائق أمام تطبيق التكنولوجيا في القطاع الزراعي

يقول الدكتور لامي حامد، أستاذ بقسم الأراضي والمياه كلية الزراعة جامعة القاهرة، المشكلة التي تعيق تطبيق التكنولوجيا في تحسين وتنمية القطاع الزراعي في مصر، هي وجود الحيازات الصغيرة.

ويرى أن نجاح تطبيق التكنولوجيا في القطاع الزراعي, مرهون بتجميع الحيازات الصغيرة التي يمتلكها الفلاحين معا، مما يسهل توظيف التكنولوجيا لكي يتمكنوا من دفع تكلفة التكنولوجي، لأن تطبيق التكنولوجيا في المساحات الصغيرة ليس لها عائد مادي، ولكن يستطيع تطبيقه مع الشركات والمزارع الكبيرة نظرا لتوفر المساحات الكبيرة.

تطبيق التكنولوجيا في الحيازات الصغيرة يتطلب تفعيل دور التعاونيات في الإرشاد الزراعي

وفي نفس السياق يضيف الدكتور لامي حامد، يتحقق تطبيق التكنولوجيا في الإنتاج الزراعي من خلال تفعيل دور التعاونيات الزراعية تفعيل دور التعاونيات الزراعية في تفعيل دورها في الإرشاد الزراعي، وذلك لكي تنجح في تجميع حيازات صغار الفلاحين، وكذلك تفعيل دورها في كافة النشاطات في الإرشاد وتوجيه الحيازات ومنع الزراعة وفقا للأهواء.

“ولكن يتطلب تفعيل دور التعاونيات في تطبيق التكنولوجيا، تشديد الرقابة من الدولة على التعاونيات الزراعية، ولكن لا يتم ذلك نظرا لوجود حلقة وصل مفقودة بينهم، وهي فقد الإرشاد الزراعي لدورة، منذ عام 1982، لأنه بدءا من هذا التاريخ اقتصر دور الإرشاد الزراعي فقط على المراكز البحثية، الذي يتوجه لها الفلاح لكي توصل إلى المعلومة التي يحتاج لمعرفتها، وبذلك اقتصر دور التعاونيات على توزيع مستلزمات الإنتاج فقط.

يشير الدكتور لامي حامد، تم البدء في استخدام التكنولوجيا في تحسين إنتاجية القطاع الزراعي في ال 70، من خلال تصنيع الاسمده، إلى أن تم تطور الموضوع إلى استخدام النانو تكنولوجي في الزراعة.

ويضيف، أنه عبر التكنولوجي تطور التعامل مع الفلاح ، من خلال إرسال رسائل الهواتف المحمول إلى الفلاح لمعرفه بيانات الطقس لكي يستعد لحماية الزرع والمحصول، وتقدم له البيانات من خلال شركات كبيرة، تعمل على إرشاده في كل ما يحتاجه في المجال الزراعي ولكنها طريقة مكلفة.

“كما أن الدولة تنفذ ذلك من خلال الاتفاق مع وزارة ة الاتصالات، بالاتفاق مع كليه زراعه جامعه القاهرة، والجامعات الأخرى بصدد تنفيذ مشروع تنفيذ تطبيقات تهدف لتوصيل البيانات للفلاح بصورة يسهل تطبيقها، وهو نوع من تطبيق الجزء الأكاديمي مع الجزء التطبيقي.

تكنولوجيا الاستشعار عن بعد وتحسين القطاع الزراعي

ومن خلال التكنولوجي تم استخدام الاستشعار عن بعد لخدمة المجال الزراعي في حصر المناطق الزراعية المزروعة من على بعد ، هذا ما يضيفه الدكتور لامي حامد، كما أنه من خلال البصمة المحصولية نتمكن من معرفة نوع المحصول، و معرفة الحالة الصحية للنبات وتحديد المشكلة التي تواجه النبات بهدف التوجه لحل المشكلة مباشرة مما يوفر وقت فحص الأرض في وقت طويل، مما يوفر الوقت ويقلل استهلاك المصاريف من خلال إنقاذ النبات في الوقت المناسب، مما يساعد على زيادة الإنتاجية.

“كما يوجد نوع من المستشعرات توفرها التكنولوجيا، تستخدم في تحسين وتنمية القطاع الزراعي، ويتم غرسها في التربة بجوار النباتات وجزء آخر يتم تركيبه على مكونات وأدوات الري المحوري، ويتم من خلالها معرفة الأماكن التي يوجد بها نقص العناصر التي تحتاجها التربة والزرع.

ويرى: أن هذه المستشعرات تساعد على تحديد الأماكن التي يوجد بها ارتفاع في درجة حرارة التربة، والأماكن التي تحتاج إلى مياه، وكل ذلك يتم حسابه في أقل من الثانية من خلال المستشعرات، وأتوماتيكيا يتم حل المشكلة الموجودة.

ولكن هذه التكنولوجيا المسماة بالمستشعرات ذات تكلفه عاليه خاصة في مصر، نظرا لعدم القدرة على دفع تكاليفها بالشكل المناسب مما يسبب حدوث قصور في تطبيق بعض التكنولوجيا عموما في المجال الزراعي في مصر.

الري الحديث والري التسميدي تكنولوجيا تقلل الفاقد من المياه

وفي نفس السياق يقول، إن الري الحديث يعتبر من أحد مجالات استخدام التكنولوجيا في مجال الزراعة، لأنه يعظم الاستفادة من قيمة المياه ويوفر في استخدامها، ويساعد على رفع الإنتاجية.

“ويوجد في تطبيق التكنولوجيا ما يسمى الري التسميدي، الذي يعتمد على إضافة الأسمدة مع مياه الري، لكي تصل إلى جذور النباتات بدون وجود فاقد في المياه.

فوائد التكنولوجيا في تنمية وتحسين القطاع الزراعي     

يقول الدكتور لامي حامد، أن استخدام التكنولوجيا في القطاع ا لزراعي، يوفر الوقت والمجهود، يوفر من كميه استخدام المياه والأسمدة، ويساعد على اختيار جيد لنوعية المحصول، مما يوفر عائد مادي للفلاح من خلال خفض الاستهلاك ورفع الكفاءة، مما يعظم من العائد المادي والإنتاجي للمزارع، ويقلل من هدر المياه،مما يرفع من كفاءة الاستخدام.

“كما تفيد التكنولوجيا من مواجهة الغلاء، وتساعد على الاستغلال الأمثل في تدوير المخلفات من خلال إعادة استخدامها مرة أخرى، وتحويلها لمنتج له قيمة مما يخفض التلوث ويقلل تكاليف التشغيل، مع إمكانية إعادتها إلى سماد يستخدم في التربة، مما يخفض من استخدام الكيماوي.

استخدام التكنولوجيا يحقق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي 

وفي نفس السياق يشير، أن تطبيق التكنولوجيا يكون لها انعكاسها على حدوث الاستقلالية والاكتفاء الذاتي، وتحسين مستوى المزارع، وجميع تطبيقات التكنولوجيا تنجح ولكنها تحتاج تقبل العقول لها، وتتقبلها العقول عند وجود العائد المادي.

ولتحقيق الهدف من التكنولوجيا يقول الدكتور لامي حامد، من خلال التوجه إلى زراعة الصحراء خاصة الصحراء.

الغربية، التي يتوافر بها كافة المقومات، ومن خلال الإهتمام بها نخلق مناطق جديدة تستهدف استقطاب الأفراد في الزراعة، لكي يتمكنوا من توريد زراعتهم من الصحراء إلى الدلتا، مع الحفاظ على المحصول من التلف.

“ومن خلال التكنولوجي نتمكن من إدارة وزراعة منطقة بمساحات كبيره جدا، بنفس المجهود الذي كان يتم في زراعة منطقة صغيرة،مع إدارة المنطقة بأقل مجهود ووقت ومال، ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعي وزيادة الدخل.

ويرى، أنه من خلال زراعة الصحراء بالتكنولوجيا زاد الاعتماد عليها في تغذية الشعب، مما يتحقق الاكتفاء الذاتي، ويساعد على توفير العملة الأجنبية من أجل الإستيراد، وبالتالي لن نستورد لأننا في هذا الوقت، نكون قد وصلنا لتحقيق الهدف وهو الاكتفاء الذاتي التي تتيحها التكنولوجيا على المدى البعيد، وهذا ما يحدث في زراعة القمح الآن في شرق العوينات باستخدام التكنولوجيا.

المصدر : أحوال التكنولوجيا

إغلاق