المبيدات
تارريخ استخدام المبيدات الحشرية
استخدم البشر مبيدات الآفات منذ ما قبل 2000 قبل الميلاد لحماية محاصيلهم. وكان أول مبيد آفاتٍ عُرِفَ تراب الكبريت العنصري والذي استخدمه قدماء السوماريين منذ ما يقرب من 4500 عاماً في بلاد ما بين النهرين. وبحلول القرن الخامس عشر، تم استخدام الكيماويات السامة مثل الزرنيخ، الزئبق والرصاص على المحاصيل لقتل الآفات. أما في القرن السابع عشر، فقد استخلص كبريتات النيكوتين من أوراق التبغ لاستخدامها كمبيدٍ حشريٍ. وشهد القرن التاسع عشر تصنيع غثنين من مبيدات الآفات الطبيعية، البايرثروم، والمشتق من الأقوانيات والروتينون، والمشتق من جذور الخضروات الاستوائية. وحتى فترة الخمسينات من القرن العشرين، كانت مبيدات الآفات القائمة على الزرنيخ هي المسيطرة. إلا أن اكتشاف بول مولر لثنائي كلورو ثنائي فينيل ثلاثي كلورو الإيثان والذي كان مؤثراً في مجال مبيدات الحشرات. ونلاحظ أن الكلوريات العضوية كانت المسيطرة بين مبيدات الآفات ومنها الدي دي تي، إلا أنه تم استبدالها في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1975 بالكبريتات العضوية والكربامات. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت مركبات البيرثرين (pyrethrin) المبيدات الحشرية المسيطرة في المجال. هذا وانتشر استخدام مبيدات الأعشاب في فترة الستينات من القرن العشرين، تحت قيادة “التريازين والمربكات الأخرى القائمة على النيتروجين، الأحماض الكربوكسيلية ومنها 2.4 حمض ثنائي كلوروأسيتيك وغليفوسات (glyphosate).”
و كان أول تشريعٍ لتوفير السلطة الفيدرالية لتنظيم وتشريع استخدام مبيدات الآفات قد تم سنه في 1910؛ على الرغم من ذلك، وبعد مرور عقودٍ خلال قيام المصنعين في الأربعينات من القرن العشرين بإنتاج كمياتٍ ضخمةٍ من مبيدات الآفات الاصطناعية وأصبحت قاعدة استخدامها واسعةً جداً. وقد اعتبرت بعض المصادر العقدين الخامس والسادس من القرن العشرين بداية “حقبة مبيدات الآفات”. وعلى الرغم من تأسيس وكالة حماية البيئة الأمريكية في عام 1970 وإجراء تعديلاتٍ على قانون مبيدات الآفات في 1972، إلا أن استخدام مبيدات الآفات قد تزايد بمعدل خمسين مرةً عن سابقه منذ عام 1050 وأن 2.3 مليون طناً من مبيدات الآفات الصناعية يتم استخدامها حالياً سنوياً. ونلاحظ أن نحو 75% من معدل استخدام مبيدات الآفات في العالم أجمع يقع في الدول المقتدمة وحدها، إلا أن الاستخدام متزايد في الدول النامية كذلك. وفي عام 2001، أوقفت وكالة حماية البيئة الأمريكية التقرير سنوياً عن إحصائيات استخدام مبيدات الآفات. وقد أُجريت دراسة عن إتجاهات استخدام مبيدات الآفات في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1997 ونشرها عام 2003 مركز المكافحة المتكاملة للآفات التابع لمؤسسة العلوم الوطنية.
وفي فترة الستينات من القرن العشرين، اكتُشِف أن مبيد الدي دي تي يمنع العديد من الطيور آكلة السمك من التكاثر، والذي كان يمثل تهديداً خطيراً للتنوع الحيوي. مما دعى راشيل كارسون إلى كتابة أفضل كتاب من ناحية المبيعات تحت عنوان “الربيع الصامت” حول التضخم الحيوي (Biomagnification). ومن هنا فقد تم حظر الاستخدام الزراعي لمادة الدي دي تي وفقاً اتفاقية استكهولم بشأن الملوثات العضوية الثابتة، إلا أنها ما زالت مستخدمة في بعض الدول النامية للوقاية من الإصابة بمرض الملاريا بعض الأمراض المدارية الأخرى من خلال الرش على الحوائط الداخلية لقتل أو محاربة البعوض.
المصدر: ويكيبيديا