أخبار
“التحلية” و”الموارد الطبيعية الصينية” تبتكران تكنولوجيا جديدة لتحلية مياه البحر
بدأت المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة العمل على تطوير تكنولوجيا جديدة لتحلية مياه البحر بالتعاون مع وزارة الموارد الطبيعية في جمهورية الصين الشعبية ممثلةً في معهد أبحاث تحلية مياه البحر والاستخدامات المتعددة.
ويشمل نطاق التعاون تطوير مشاريع تعمل بتقنية التناضح العكسي وتقنية التبخير بطريقة التأثير متعدد المراحل، إضافة لمشروعات خاصة بالتقنيات المستقبلية، وتوحيد مقاييس تقنيات التحلية.
كما يسهم هذا التعاون في تمتين أواصر العلاقات بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية، ويدفع نحو مزيد من التواصل عبر القنوات الدبلوماسية والقطاعات الاقتصادية ويعزز التواصل البنّاء في مجالات تحلية المياه بما يخدم تطوير التقنيات ورفع كفاءة الأداء لمضاعفة الإنجازات المحققة في مجالات خفض استهلاك الطاقة وتوطين التقنيات الحديثة.
وستؤدي حزمة المشاريع المشتركة في مجال صناعة وتقنيات التحلية لسد وتقليل الفجوة العالمية بسبب نقص المياه وندرة مصادرها الطبيعية بسبب تكلفة إنتاجها العالية، وحاجتها لقدرات ابتكارية وتقنية مستحدثة اقتصادية وصديقة للبيئة وذات قدرات إنتاجية أعلى تُلبي الطلب المتزايد للمياه على المستوى العالمي بالتزامن مع تنامي عدد السكان والزيادة المهولة في السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه الشراكة السعودية الصينية امتداداً لاستثمار “التحلية” في ريادتها العالمية كأكبر منتج للمياه المحلاة في العالم والأقل استهلاكًا للطاقة في منظومتها الإنتاجية بإبرام شراكات دولية متعددة مع عدد من القطاعات والجهات ذات الصلة في كبرى دول العالم، ممثلةً في أمريكا وفرنسا وروسيا وإسبانيا وألمانيا، استهدفت من خلالها تحويل مخاطر وتحديات توطين التقنيات المتطورة إلى فرص وميزات تنافسية لتعزيز أداء صناعة التحلية والاستدامة في المملكة والعالم أجمع.
كما شمل التعاون مع الجانب الأمريكي توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة الأمريكية تغطي عددا من المجالات والمشاريع المرتبطة بعمليات تحلية المياه المالحة (التقليدية والمتطورة) لتقليل التكلفة ورفع الكفاءة، والاستثمار في التقنيات الجديدة منخفضة التكاليف ومشاريع توطين صناعة التحلية في المملكة، ورفع كفاءة الطاقة في عمليات التحلية، واستثمار تقنيات صفر رجيع ملحي.
وأبرمت التحلية اتفاقية مع مختبرات سانديا التابعة لوزارة الطاقة الأمريكية في المجالات البحثية وتطوير أغشية ابتكارية للتناضح العكسي، والمواد المقاومة للتآكل، وتقنيات التحاليل والمراقبة، ومع شركة ( Pacifica Water Solutions) لتطوير أغشية التناضح العكسي وتقنية صفر رجيع ملحي، وتطوير نموذج أولي (Prototype)لتطوير أغشية النانو، وتصميم وإنشاء مصنع لإنتاج أغشية خاصة بالمؤسسة داخل السعودية، وتسويق نظام ذكي متطور للتحكم في منظومات التحلية.
وتضمنت التفاهمات أيضاً مذكرة تفاهم مع شركة فلويد تكنولوجي الأمريكية نصّت على استخدام عناصر (FTS) وتصاميمها الهندسية في تحليل المياه، وإنتاج محلول ملحي ذي جودة وتركيز عالٍ مناسب لصناعة الكلور القلوي لصالح الأسواق السعودية والمؤسسات التابعة لشركة أرامكو، إضافةً لمذكرة تفاهم مع المنظمة الدولية لمهندسي التآكل (نيس)، تهدف إلى تطوير وتبادل الخبرات للاستفادة من برامج المنظمة التعليمية والتدريبية، واستخدام المؤسسة لمواصفاتها وإصداراتها الحديثة، والاستفادة من عضويات الشركات، والحصول على المنشورات والبرامج المتخصصة.
وتوّجت (التحلية) تعاونها مع الجانب الفرنسي بتوقيع اتفاقية مع الخبير إيف للتعاون في تطوير مضخات كفاءة الطاقة ومضخات الضغط العالي، وإبرام مذكرة تفاهم مع شركة أورل تك بورم الروسية بشأن تطوير تقنيات نقل المياه واستخراج عنصر الماغنيسيوم من المحلول الملحي.
كما وقعت مذكرة تفاهم مع جامعة أوفا الروسية لتقنية البترول للاستفادة من خبراتها في استخراج العناصر القيمة من الرجيع الملحي وموثوقية المعدات ومضخات الضغط العالي، وتطوير المنظومة التدريبية في مجال خطوط الأنابيب ومعدات التحلية.
وتم التوقيع مع الجانب الألماني ممثلاً في شركة K-UTEC لتطوير تقنيات صفر رجيع ملحي لإنتاج محلول ملحي ذي جودة وتركيز عاليين، وفي مجال تطوير تقنيات جديدة غير تقليدية تم التوافق مع شركة TELAM الإسبانية لتطوير تقنية تحلية متقدمة وتقييمها في المملكة.
وتُتيح هذه الشراكات الإستراتيجية بناء تكتل دولي في مجال صناعة التحلية بما يعود بالنفع على السعودية والعالم في مجالات استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة وتقليل تكلفة إنتاج المتر المكعب من المياه المحلاة المنتجة من منظومات التحلية، لا سيما بعد نجاح (التحلية) في تحقيق أرقام قياسية في مجالات خفض تكلفة إنتاج المتر المكعب في المشاريع إلى (1.2) ريال ، وخفض استهلاك الطاقة إلى أقل من (2.27) كيلوواط/ ساعة / م3 في منظومات الإنتاج التي تصنعها وتبتكرها بواسطة كوادرها الوطنية سواء الثابتة أو المتنقلة، التي أصبحت بفضلها الأقل استهلاكا للطاقة في العالم برقم سجلته موسوعة غينيس للأرقام القياسية .
المصدر: جريدة الإقتصادية