الاستزراع السمكي

اشكال الاستزراع السمكي

تأخذ المزارع السمكية وطريقة الانتاج فيها احد الانظمة الاتية:

1- مزارع السمك في احواض Fish culture in ponds:

تنتج الاحواض حوالي 75% من انتاج السمك المستزرع، وتشكل الاحواض حوالي 90% من المساحة القابلة للاستزراع. وهناك طرق مختلفة لرعاية الاحواض:

أ- المزرعة وحيدة النوع Monoculture: وهي التي يربى فيها نوع واحد من الاسماك غالبا من الانواع شديدة التغذية كالتروات والثعبان والقراميط والتي تتغذى على بروتين حيواني كما يمكن تربية الأنواع أكلة العشب أو متنوعة التغذية وفي هذه الحالة فإنه لا يستهلك فقط الإنتاج الأولى للحوض بل كذلك الإضافات الغذائية، وأفضل أسماك لهذه الطريقة المبروك و البوري وسمك اللبن والبلطي.

ب- مزرعة عديدة الأنواع Poly culture: وهي التي يسع الحوض الواحد منها انواع مختلفة من الأسماك معا ويمكن أن تختلف كذلك في العمر والأمثلة لهذه المزارع هي التي تنتشر فيها أنواع المبروك الصيني والهندي أو البلطي مع المبروك أو سمك اللين مع الجمبري.

جـ- رعاية مكثفة Intensive rearing: وفيها تزداد كثافة تخزين السمك في الماء وتغذى على أعلاف صناعية عالية القيمة. ويستخدم فيها التكنولوجيا الحديثة والمعرفة العلمية في تخطيط وإنشاء الحوض ومراقبة جودة المياه والتنقية مياه الصرف ولإغناء الماء بالأوكسجين. وهي تتكلف الكثير لكنها تنتج الأكثر الذى يحقق ربحاً مالياً وإن كانت ترافقها مخاطر مثل انتشار الأمراض أو الأعطال الفنية. وهذا النوع من المزارع يستخدم أساساً في الدول الصناعية لإنتاج الأسماك ذات القيمة التسويقية العالية كالسالمون والتراوت والثعبان والقرموط. والرعاية المكثفة تكون في أحواض صغيرة.

د- رعاية منتشرة Extensive rearing: وفيها تتغذى الكائنات المائية على الغذاء الطبيعي في الحوض وكثافة التخزين منخفضة وكذلك الإنتاج لوحدة المساحة منخفضه وهذا النوع من الرعاية لا يصاحبه خطورة على جودة المياه في الحوض. ولا يلزمها رأس مال كبير. وتكفي لإنتاج الطعام وفرصة للعمل للأفراد الأقل أهلية لذلك تنتشر في البلاد الفقيرة.

هـ- الرعاية شبه المكثفة Semi- intensive rearing: وفيها تنال الكائنات المائية بجانب الغذاء الطبيعي كذلك إضافات غذائية من مخلفات نباتية أو حيوانية، واستخدام الأسمدة يزيد الإنتاج. ويستخدم هذا النظام تقريباً في كل البلاد لإنتاج أنواع الأسماك أكلة العشب ومتنوعة التغذية وهي مناسبة على وجه الخصوص لزيادة إنتاج السمك في الدول النامية.

و- إعادة تدوير Recycling: أي إعادة استخدام المخلفات الحيوانية والزراعية في تربية السمك في أحواض وهي طريقة أصلها أسيوي وانتشرت الآن في كثير من بقاع العالم، وعليه تجد تربية البط أو الخنازير أو الماشية مرتبط فيها بمزارع السمك خاصة في تايوان وأوربا الشرقية ووسط إفريقيا ونيبال. وفيها تسمد أحواض السمك أو الطحالب بمخلفات الحيوانات الأرضية مما يزيد من الإنتاج الأولى للحوض وعليه يزيد إنتاج السمك أو الطحالب. وفي هذه الطريقة وسيلة للتخلص من تلوث البيئة بمخلفات الحيوانات. ولكن ينبغي التأكد من عدم تلويث مياه الحوض بالمنظفات أو المضادات الحيوية أو نقل مسببات الأمراض أو الأمراض إلى الإنسان من خلال السمك الناتج من هذه الطريقة.

ز- البرك (الاحواض) Ponds: من حيث الحجم كبيرة وصغيرة وقد يضاف إليها الخزانات أو الحواشات rcservoir وإن كانت ليست بأحواض وليست من أنظمة الاستزراع السمكي الحقيقية، إلا أنها بالمراقبة والإدارة الفعالة تنتج الكثير.

الأحواض الكبيرة: متباينة الحجم لكنها عادة حوالى 1000 متر مربع ويمكنها أن تصل إلى عدة عشرات الاف من الأمتار المربعة كما في مالاوي ( 10-40 ألف م٢) والوحدة تتكون من أحواض للفقس وأخرى للتبويض وثالثة للنمو. وتتركب الأحواض من أشكال ثلاثة (مخططة Contour ، قناطر barrage ، منخفضة paddy). ففي الأحواض المخططة تحاط الأرض المنحدرة بحوائط وتختلف أعماقها بالتالي، وهذه الأحواض تصمم على جوانب الوديان وأماكن تجميع الأمطار وتغذى بالماء من قناة وتوجد الأحواض في مجموعات. والنوع الثاني بقطع مجرى مائي أو مكان تخزين أمطار بحائط أو عدة حوائط ويخشى على هذا النوع من الفيضانات أو القنوات الجانبية وتصمم هذه الأحواض في مجموعات كذلك. أما النوع الثالث أي الأحواض المنخفضة فتبنى على أرض مسطحة ببناء جدران تختلف ميولها باختلاف الأرضية فالأرض الأقل تماسكاً يكون انحدار جدرانها الداخلية 2 : 1 – 2.5 – 1 وصرف الماء بمجاري خرسانية.

الأحواض الصغيرة: يتباين حجمها من 100 إلى 500 م٢ (وربما أقل من ذلك أي عدة أمتار مربعة) وتوجد في مجموعات بطرق مختلفة ويصل عمقها إلى متر وليس لها صرف طبيعي.

الخزانات: تبنى لتخزين المياه أساساً واستزراع البلطي كهدف ثانوي منها.

والتربية المغلقة في أحواض زجاج تفضل في الأغراض المعملية والعرض والتخزين وتجارب التربية.

2- مزارع التانكات Tank culture:

تستخدم في هاواي تانكات (أحواض) سبعة 3050 لتر بسرعة تدفق الماء ٢٢٠ لتر / ساعة بماء معاد دورانه (لاستخدامه) recycled water ومعدل تسكين 1 سمكة / 3 لتر (٢٠ مم)، إلا انه تحدث معدلات نفوق لتلف الماء للتغذية الكربوهيدراتيه وبذلك ينخفض الأوكسجين وتتبقى فضلات سامة فتؤثر على نمو السمك. كما استخدمت بنجاح تانكات أكبر سعة ١٢ ألف لتر لتنتج 850 كجم سمك ومعدل تدفق للماء 1 لتر / کجم / ق.

3- الهدارات (المجاري) Raceways:

استخدمت في المزارع المختلطة من البلطي والقراميط وكانت نتائجها مشجعة في جنوب كاليفورنيا. وتستخدم المياه من آبار ارتوازية على درجة حرارة 32 – 25 م مما يجعل من الممكن إنتاج السمك على مدار العام أساساً من القراميط وثانوياً من البلطي.

4– مزارع السمك في سياجات وحواجز شبكية Fish culture in net pens and enclosures

السياجات الشبكية تستخدم للتحكم في رعاية مختلف أنواع الأسماك في المياه العذبة والشروب والمالحة في صور مكثفة وشبه مكثفة أو متسعة كما في مزارع الأحواض وذلك طبقاً لنوع السمك والظروف المحلية والأربحية ومستوى تدريب الأفراد. ويختلف بناء السياجات الشبكية طبقاً للظروف البيئية فبذاك تختلف في حجمها طبقاً لاحتياجات الأنواع المختلفة من السمك ولخواص المياه المختلفة. وتقام السياجات الشبكية حيث لا يمكن إقامة مزارع وتقام غالباً في المناطق الشاطئية وفي البحيرات وفي الأنهار.

5– مزارع السمك في قنوات الري وحقول الأرز Fish culture in irrigation canals and paddy fields

منذ قرون من الزمان وتربية الأسماك في آسيا تقوم به في قنوات الري وحقول الأرز. فهو استخدام للماء لمزيد من إنتاج البروتين الإضافي ، فتربة الأرز تكون خصبة جداً فتنتج كميات كبيرة من البلانكتون بنوعية والتي يستخدمها السمك كمصدر لغذائه. ويستخدم فيها البلطي والمبروك والقراميط وينبغي أن تتحمل الماء الضحل وارتفاع درجة الحرارة وانخفاض الأوكسجين. ويمكن أن تكون الزراعة متنوعة الأسماك أو حتى جمبري ماء عذب ومحار كذلك وكلها لها تأثيرات نافعة على محصول الأرز إذ تؤدى إلى التحكم في النباتات غير المرغوبة والقواقع ويرقات الحشرات. ولكن كل ما يخشى هو من مشاكل كثرة استخدام المبيدات للأرز النامي مما ينبغي معه استخدام سلالات أرز مقاومة أو استخدام طرق مقاومة (الأمراض) اخري خلاف المبيدات.

6- زراعة السمك في الماء الاسن  Fish culture in brackish water

هو الماء المالح قليلاً وقد يكون ماء صرف لا يصلح لري المحاصيل الحقلية أو ماء آبار ، ويربى فيه المبروك والبلطي والبوري وسمك اللين والقراميط ورأس الحية والجمبري.

وتتباين ملوحة احواض الماء الاسن حسب مواسم الجفاف والمطر فقد تنخفض في موسم المطر الى 5 جزء / ألف، وتتركز في موسم الجفاف لتصل إلى 70 جزء / ألف ، كما يساعد ضحالة الماء ورشحه على زيادة الملوحة.

7- زراعة السمك في الماء الجاري Fish culture in running water

الماء الجاري يكون غنياً بالأكسجين فيمكن من زيادة معدل تخزين (كثافة) السمك في وحدة المساحات كما يُمكن من التخلص من مخلفات السمك وأغذيته، أي يُمكن من الإنتاج المكثف الذى بلغ في اليابان 418 كجم/م۲ أو 18،4 ألف طن / هكتار من المبروك في السنة.

٨- مزارع أسماك في أنظمة ماء دائرية Aquaculture in circulating water systems

تم تطويره أخيراً في الدول الصناعية لشدة الحاجة للماء الجيد والأنظمة المشددة على قواعد صرف الماء من المفرخات والمزارع السمكية إلى الصرف العام. وهذا النظام هو أكثر الطرق كثافة انتاجية في زراعة السمك، وله نفس مزايا وعيوب الإنتاج المكثف للسمك في أحواض ونظراً لزيادة كثافة العشيرة الحيوية في الماء فتمد بغذاء صناعي عالي القيمة وتحفظ تحت ظروف بيئية ثابتة مثلى للنمو.

ويطبق هذا النظام على الكائنات المائية عالية القيمة نظراً لأسباب اقتصادية لما يتطلبه النظام من إمكانيات شديدة وصيانة بعناية فائقة. فيستخدم في التحكم في نضج السمك والقشريات والمحار لإنتاج الصغار في بيئة متحكم فيها. وباستخدام التكنولوجيا الموفرة للطاقة يصير هذا النظام ملائماً لدول العالم الثالث حيث يعوزها الماء.

9- المزارع الرأسية لإنتاج المحار Vertical cultures for shellfish production

تم زراعة أم الخلول والمحار muSSelS ، Oysters منذ قرون على قاع البحر وفي العقود الأخيرة أمكن زيادة الإنتاج بإدخال طرق الإنتاج الرأسي، واليوم تزرع على عصى وأحبال معلقة من أسقف rafts وفي شباك نيلون على شكل جراب Sack أو في إطارات خشب أو أواني بلاستيك وإذا كانت الأنظمة العائمة لا يمكن استعمالها لظروف البحر الصعبة فإن مزارع المحار بنظام الحبل الطويل تعد فعاله جداً.

10- مرابي بحرية See ranching:

في هذا النظام من الزراعة المائية يربى السمك والجمبري والمحاريات في مفرخات حتى وقت تمكنه من التغذية الطبيعية فيمكن انتشارها في ماء مفتوح ويعاد صيدها في الوقت المحدد. ورغم أن القليل جداً من الكائنات الأصلية الموضوعة يمكن إعادة صيدها، إلا أن هذا الشكل من الزراعة المائية يمكن أن يكون مربحاً في ظروف معينة. ويمكن زيادة المحصول من الصيد العادي باستخدام هذا الأسلوب الذى يعد طريقة منظمة للتخزين.

۱۱- الحواشتات (الطوايل):

والحواشات كمناطق ضحلة محصورة بين البحر والبحيرات الساحلية (حواشات ساحلية) أو داخل البحيرات ذاتها (حواشات بحيريه) كمرابي طبيعية تملأ بالماء صيفاً لارتفاع مستوى الماء لزيادة الصرف من الري وتبذر الحواشات طبيعياً بالبلطي والبوري والقرموط والثعبان والفرخ Perch وغيرها لتنمو حتي ينحسر الماء فيتم الحصاد. وعادة يسمد الحواش بزرق الدواجن ليعطي محصولاً قدره حوالى هكتار من منطقة بحيرة المنزلة، وباستخدام إضافات غذائية أمكن الحصول على 3.4 طن / هكتار . وتبلغ مساحة الحواشات في مصر حوالي 48845 هكتار، ويمكن آن تصل في الواقع الي 180400 هكتار (حوالي 430 آلف فدان، فالهكتار = 38،2 فدانا والفدان = 42،0 هكتار).

12- المزارع مختلطة الإنتاج:

وتتضمن اضافة الى انتاج السمك / ارز rice – cum -fish production (والتي يهتم بها في مصر جدا لسعة المساحة المنزرعة أرزاً)، كذلك مزارع سمك / حيوان animal – cum – fish

يتم هذا الإنتاج سواء على سطح الحوض أو بجانبه لزيادة الإنتاج الكمي والاقتصادي ويتمثل هذا في إنتاج السمك والبط وفوائده:

1– انتشار منتظم لزرق البطل على سطح الحوض يعتبر سمادا عضوياً ممتازاً للماء والقاع الحوض مما ينمى العوالق فيعتبر غذاء مباشراً وغير مباشر للسمك كالمبروك.

٢– يحفر البط القاع الضحل فيقل الإنتاج النباتي للماء خاصة حشائش البط.

3- يؤدى حفر البط القاع إلى ذوبان المغذيات التي يحتويها فيزيد الإنتاج الطبيعي.

4– الغذاء الموزع للبط وغير المأكول تأكله الأسماك أو يعمل على التسميد غير المباشر.

5- يتغذى البط علي القواقع في عمق حتي 40-50 سم فتساعد في مقاومة البلهارسيا.

٦- بجانب كل ما ذكر عالية فهناك إنتاج إضافي من تسميد البط بجانب زيادة إنتاج السمك للمزايا عالية والإنتاج الإضافي من لحوم وبيض البط.

فقد أدى التسمين المكثف لكل 300 بطة / هكتار إلى زيادة إنتاج السمك بمقدار 100 كجم في المتوسط. والعدد الموصى به للبط في اوربا يتباين ما بين 200-400 بطة / هكتار (في التوسط 250) وتجرى رعاية البط في أحواض السمك على مستوى واسع في أوربا (الشرقية) خاصة في المجر وألمانيا (الشرقية) وبولندا والاتحاد السوفيتي (سابقاً) وكذلك في إفريقيا خاصة في زامبيا وروديسيا.

كما يجرى ازدواج الإنتاج بين السمك والدواجن خاصة في الشرق الأقصى فكل الفلاحين منتجون السمك والعكس بالعكس، كما تربى الخنازير على ضفاف أحواض السمك بنفس طريقة تربية البط، وازدواج انتاج السمك والأرز، كما قد ينتج الغاب في أحواض السمك، كما ينتج المحار والقشريات، أو الأسماك والضفادع ، أو الأسماك وكلب الماء (beaver)nutria  (التي تخفض الإنتاج النباتي المائي كالغاب وذيل القط وتساعد على سرعة معدنة الطين فتزيد إنتاجية الحوض وتزيد غذاء المبروك من روث كلب الماء بجانب الأهمية الاقتصادية للحم وفراء كلب الماء كما يرفع كلب الماء من الإنتاج الكمي للسمك). ويعمل البط والإوز وكلب الماء على مقاومة النباتات الراقية في أحواض السمك.

ويتمثل الإنتاج المزدوج كذلك في استخدام روث الحيوان في تسميد مزرعة السمك فيرتبط استزراع البلطي برعاية الخنازير أو البط وذلك بصرف ناتج غسيل اسطبلات الخنازير يومياً إلى أحواض السمك أدى ذلك لإنتاج ٢ طن / هكتار من السمك مع حوالى ٢٠ طن / هكتار أعشاب مائية حصدت وغذيت للخنازير مكونة حلقة إنتاج متكامل. وقد بلغ إنتاج السمك 2–4 طن / هكتار / سنة مع البط (5،8 – 8،9 طن / هكتار / سنة مع الخنازير) وفي الجابون 3،6– 4،9 طن / هكتار / سنة مع الدواجن. فروث الخنازير يحتوى 70٪ غذاء يهضمه السمك بينما البول والمواد الأخرى تسمد المزرعة، والبط ينمو أفضل في مزارع السمك وزرقه سماد للمزرعة وغذاء للسمك لذا يفضل تسكين 200 بطه / هكتار (تنتج ٨،٢ كجم سمك بلطى / بطة / سنة). وفي نفس الوقت تقاوم البط الحشائش وتزيل قواقع البلهارسيا، كما يخفض البط من عدد زريعة البلطي في المزرعة، سواء بأكلها مباشرة أو باضطرابها لعش البيض ، إلا أن مشكلة البط أنه يتلف حوائط المزرعة وربما يهدمها لذلك يفضل تسويرها Fencing داخل مزرعة السمك لمنع هذا التلف ولاستبقاء البط في المزرعة وقد يخشى من البط كذلك أنه ربما يصير حاملا أو عائلاً لبعض الطفيليات الخاصة بالسمك مثل Digenea والتي تخفض إنتاج السمك. وعند الحصاد تجمع الأسماك الصغيرة التي لا يعاد تخزينها وتقدم كغذاء للخنازير أو للبط.

والحيوانات الزراعية المحملة على مزارع الأسماك بجانب أهميتها في حد ذاتها لإنتاجاتها المختلفة، فمخلفاتها ذات أهمية غذائية للسمك وكمها كبير وقد يهدد البيئة بالتلوث إن لم يستغل في تسميد أرضية أحواض السمك. والجدول التالي يبين إنتاج الحيوانات المختلفة من الفضلات:

لم يعد ممكن تحت ظروف الإنتاج المكثف (الدواجن وتسمين العجول والألبان ) أن تكوم هذه المخلفات كما كان يحدث في الماضي خارج القرى وعلى جوانبها تفوح منها الروائح وتعيق الطرق فالإنتاج الآن أكثر بكثير والتربة في أشد الحاجة إليها كسماد عضوي يعيد للأرض جزءاً من خصوبتها.

وتعتبر تكاليف التسميد في مزارع السمك من بين أهم تكاليف الإنتاج. فالأسمدة العضوية وغير العضوية تزيد القاعدة الغذائية (الإنتاج الأولى) أي نمو الهوائم النباتية (الطحالب وحيدة الخلية unicellular algae ) والحيوانية والبكتريا والتي ترشحها من الماء كثير من أنواع السمك كغذاء لها، ومن هذه الأسماك أنواع البلطي والبوري وسمك اللين وكذلك أسماك المبروك الفضي وكبير الرأس (كأكلات أعشاب ولحوم) والعادي. وهناك إمكانية لخفض تكاليف الأسمدة في مزارع الأحواض بخلط إنتاج الحيوانات المنزلية بإنتاج السمك. ففي الزراعة التقليدية للسمك تخصب الأحواض بنواتج اخراج الحيوانات المنزلية قبل تخزينها بالسمك، وكذلك تخصب الأحواض بكميات منتظمة في أثناء الإنتاج. ولتوفير تكاليف نقل السماد البلدي هذا من الاسطبلات أو الحظائر إلى الأحواض، فيمكن بناء هذه الحظائر أو المظلات مباشرة عند الأحواض أو عليها. وذرق الطيور هو أفضل الأسمدة للأحواض السمكية، لارتفاع محتواه الأزوتى والفوسفوري ومركباته العضوية. وعند انخفاض أسعار لحوم وبيض الدواجن قد يصير الربح من بيع الزرق – أحياناً – أعلى من الربح من لحوم وبيض الدواجن ذاتها، كما في حالة الفليبين مثلا لذلك ولأسباب اقتصادية فإن ارتباط إنتاج الدواجن بإنتاج السمك تعد فكرة جيدة لذلك تبنى حظائر كتاكيت اللحم والدجاج البياض مباشرة على أحواض السمك. وتسكن الطيور على عدة مستويات من الارتفاع، أدناها حظائر الكتاكيت حيث يسقط زرقها مباشرة إلى حوض السمك، بينما المستويات الأعلى يسقط زرقها على أرضيات خشب يمكن إزالتها، لتفريغها في الحوض، حسب الطلب. وفي حالة إنتاج البط مع السمك، تكون الحظائر عادة على حواف الحوض. ويزيد الأثر التسميدي للبط عند استراحته وتغذيته مباشرة على الحوض. لكن هذا النوع من الرعاية يتطلب مزيد من العمل. والأفضل إعطاء البط جزء فقط من الحوض (١-٤ م٢ / بطة) لتحقيق تحويل غذائي أفضل. وينتشر الماء المسمد بإخراجات البط على الحوض كله بحركة الأمواج. وفي هذا الإنتاج المزدوج يخدم جسم الماء إنتاج السمك، بينما مسطح الماء يمكن من رعاية البط. ويزيد زرق البط من الإنتاج الأولى ومن نمو النباتات الراقية في الأحواض، فيزيد الإمداد بالغذاء للسمك ويرتفع محصول السمك الناتج. كما أن زيادة النمو النباتي تعد ميزة للبط، ويتحصل البط على حوالى 3–4 ٪ من احتياجاته البروتينية من الحوض. وتعتبر المجر مثالا ريادياً في خلط إنتاج البط والسمك، اذ ترعي 300-500 بطة / هكتار من سطح الحوض في الصيف ، وهذا يزيد انتاج المبروك من ١٤٠ إلى 175 كجم / هكتار. وفي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية حيث يكون الإنتاج على مدار العام لارتفاع درجات الحرارة ، وزيادة شدة الشمس ، يمكن زيادة البط حتى 1500 بطة / هكتار من سطح الحوض، فيزيد محصول السمك معنوياً ويتضاعف محصول البروتين الكلى الناتج من الحوض. ففي افريقيا الوسطي و بخلط 1000-1500 بطة / هكتار من سطح الحوض مع انتاج السمك فيبلغ محصول السمك ۳۸۰۰-4800 كجم بلطي وقراميط / هكتار / سنة.

ومثال آخر لخلط إنتاج الحيوانات المنزلية مع إنتاج السمك هو انتاج الخنازير وهذا الخلط منتشر وهام خاصة في الصين. وكما هو في إنتاج الدواجن / السمك، فتبنى كذلك الحظائر مباشرة على حوض السمك. وفي حالة الأحواض الصغيرة ، تغسل مخلفات الخنازير إلى ماء السمك. بينما في الأحواض الكبيرة تهوى المخلفات قبل تفريغها إلى الحوض لضمان هدم بيولوجي سريع، ثم توزع المخلفات بعد ذلك على سطح الحوض بانتظام لتجنب زيادة التسميد الموضعية.

في المناطق الحارة يمكن اضافة مخلفات اليوم (300 – 600 كجم) لحوالي 40- 80 خنزير / هكتار من مسطح الحوض. وفي مزارع المبروك المسمدة بمخلفات الخنازير يزيد إنتاجها بمعدل 2.5–3 كجم / ۱۰۰ كجم مخلفات، بينما في المزارع المختلطة الانواع تكون الزيادة بمعدل 3.5-4 كجم. ومن افريقيا الوسطي تم تسجيل محصول سمكي ( بلطي وقراميط) ۷۷۰۰ كجم / هكتار في السنة عند تسمين الخنازير ( 50-100 حيوان / هكتار) مع الانتاج السمكي.

مشاكل خلط إنتاج السمك بإنتاج الحيوانات المنزلية:

عند استخدام المخلفات في تسميد الأحواض، يجب أن يراعى تركيز الأوكسجين في الماء، حيث إن هدم المخلفات في الأحواض هو الأساس لنمو الهوائم النباتية والبكتيريا ، وهي بالتالي أساس تطور الهوائم الحيوانية التي تعيش على الهوائم النباتية والبكتيريا. ويقوم الضوء كمصدر للطاقة للهوائم النباتية بمساعدة تمثيل المركبات غير العضوية وثاني أكسيد الكربون لإنتاج الأوكسجين الضروري لحيوية الأسماك. وإذا كان معدل تخزين السمك منخفضاً وتم إضافة كثير من السماد فقد تنشأ خطورة من نمو الهوائم الحيوانية المتزايدة (المستهلكة للهوائم النباتية) مما يجعل إنتاج الأوكسجين بواسطة الهوائم النباتية غير كاف لمستهلكات الأوكسجين العديدة في الحوض من بكتيريا وهوائم حيوانية وبروتونوا وأسماك. فيصبح الحوض غير هوائي مما يتسبب في نفوق الهوائم الحيوانية والأهم نفوق الأسماك الراقية ذاتها وباتزان قطيع الأسماك مع الأكلات بالترشيح filter feeders فإنه يمكن حفظ اتزان الإنتاج الأولى.

ومن أخطر مشاكل ازدواج إنتاج السمك والإنتاج الحيواني هو المشاكل الصحية، إذ تنتقل مسببات الأمراض البكتيرية مثل اشريشيا كولي Escherichia coli والاستربتوكوكس Streptococci والسالمونيلا Salmonella وغيرها والبروتوزوا مثل الدوسنتاريا الأميبية amoebic dysentery، والديدان وأساساً الديدان الكبدية flukes عن طريق المخلفات إلى الإنسان باستهلاكه الأسماك المصابة وغير جيدة الطهي فتشكل خطراً على الصحة العامة. لذلك وجب العناية الجيدة بتنظيف وغسيل وطهي أو تحمير السمك في حالة الانتاج المزدوج.

وقد تكون الحيوانات المنزلية كالخنزير والبقر والجاموس عائل لمسبب مرض البلهارسيا (Schistosoma japonicum (Bilharziasis لذلك فاستخدام المخلفات في تسميد الأحواض في المناطق الموبوءة بهذا المرض قد تكون خطراً على صحة الإنسان المرتبط بالزراعة السمكية.

ولا ينصح بأكل سمك نيئ أو نباتات غير مطهية من أحواض مسمدة بالمخلفات. وهناك تقرير من تايلاند عن زيادة العدوى الشديدة بديدان الكبد (liver flukes (Fasciola hepatica نتيجة استهلاك البلطي النيئ ، فتصل بويضات الديدان الكبدية من مخلفات المجترات إلى أنظمة الري لحقول الأرز وأحواض السمك، وبعد جيلين في نوع من القواقع .Lymnae Spp تدخل إلى العائل النهائي أو عضو الإنسان عن طريق البلطي غير المطهي. ويتفاعل جسم الإنسان ضد بيض الديدان الكبدية بتفاعلات مناعية تسبب ألماً شديداً وتلفاً جسيماً للكبد.

وهناك احتمال لمنع نقل الأمراض المعدية ومسبات الأمراض عن طريق تسميد أحواض السمك بأسمدة بلدية من الحيوانات المنزلية وذلك باستخدام هاضم الغاز البيولوجى Biogas digesters التي فيها تتحلل المخلفات بيولوجيا، والماء المتخلف والطين ليس ضار ميكروبيولوجيا، وتظل محتوية كل المغذيات اللازمة لتسميد الحوض، إضافة إلى أن هدم المركبات العضوية في المخلفات ينتج ميثان يمكن الاستفادة منه في الأغراض المنزلية. وأهم ما يواجه تطبيق ازدواج الإنتاج السمكي والحيواني هو مستوى الإقبال على السمك الناتج من مزارع مسمدة بلديا نتيجة تغيير طعم لحم السمك، وقد يتغلب على ذلك بنقل السمك الحى إلى ماء نظيف لعدة أيام قبل بيعه.

المصدر: المرجع الإلكتروني للمعلوماتية

إغلاق