أخبار
أسعار الغذاء.. كيف يتجنب العالم أزمة “مارس 2022” التاريخية؟
وصل مؤشر أسعار الغذاء العالمي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في مارس/أذار 2022 قبل أن ينخفض تدريجيا لمدة 9 أشهر حتى ديسمبر/كانون الأول 2022.
ما الذي تسبب في هذا الارتفاع وكيف يمكن تجنب هذه الأزمة من جديد؟
هناك العديد من المتغيرات التي تساهم في ارتفاع تكلفة الغذاء العالمي، لكن اضطرابات سلسلة التوريد وتغير المناخ هما من العوامل الرئيسية الدافعة لارتفاع الأسعار على مدى السنوات الأخيرة.
كيف أثرت اضطرابات سلسلة التوريد على الغذاء؟
تسبب جائحة COVID-19 والحرب الروسية في أوكرانيا في اضطرابات كبيرة في أنظمة الغذاء العالمية، مما أدى إلى تغيير أنماط التجارة وإنتاج واستهلاك السلع.
وضع الوباء ضغوطا غير مسبوقة على النظم الغذائية العالمية من خلال مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التغيير في استهلاك الغذاء الاستهلاكي، والقيود المفروضة على القوى العاملة، واضطرابات أنماط التجارة، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
في 24 فبراير/شباط 2022، انطلقت الحرب الروسية في أوكرانيا، وتم إغلاق موانئ البحر الأسود، ومنعت الصادرات الحيوية من السلع لأنظمة الغذاء الدولية، وتسببت في ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية.
كانت أوكرانيا رابع أكبر مصدر عالمي للحبوب قبل الحرب، وتُصدّر روسيا وأوكرانيا معًا حوالي 28% من القمح العالمي و15% من الذرة.
في الوقت نفسه، تعرضت صناعة الأسمدة أيضا لأزمة، حيث تأثرت الصناعة اللازمة لإنتاج المحاصيل بسبب جائحة COVID-19 والحرب في أوكرانيا.
تعطلت إمدادات الأسمدة العالمية من المصدرين الرئيسيين، روسيا وبيلاروسيا، ما تسبب في ضغوط ملية على المزارعين وإضعاف إنتاج المحاصيل.
وفقا لبيانات الأمم المتحدة، تتصدر روسيا قائمة أكبر المصدرين للأسمدة بنحو 41.4 مليار دولار خلال الفترة من 2016 وحتى 2020، تليها كندا بنحو 35.1 مليار دولار، ثم الصين 33.4 مليار دولار، فالولايات المتحدة 19.1 مليار دولار، تليها بيلاروسيا بنحو 14.5 مليار دولار.
ما هو دور تغير المناخ في أزمة الغذاء العالمي؟
مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وبعد أن اصبحت أنماط الطقس غير قابلة للتنبؤ، نشهد زيادة في الظواهر الجوية المتطرفة التي لها تأثير مدمر على المحاصيل في جميع أنحاء العالم.
انخفض محصول الأرز في الهند بحوالي 8% في عام 2022 بسبب نقص هطول الأمطار، بينما أدت ظروف الجفاف في الاتحاد الأوروبي إلى إنتاج حبوب أقل بحوالي 16% عن متوسط الخمس سنوات، وفقا لـ”visualcapitalist”.
إذا استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع بالمعدل الحالي، فمن المتوقع أن ينخفض إنتاج الذرة بنسبة 24% بحلول عام 2030، في المقابل، قد يرتفع القمح بنحو 17%.
تؤثر الأحوال الجوية بشكل مباشر على إنتاج المحاصيل، مما يؤثر بدوره على أسعار الغذاء.
هل تلعب الأسمدة دورا في حل الأزمة؟
ارتفاع أسعار المواد الغذائية مصدر قلق لأنها تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي.
عندما ترتفع الأسعار، يصبح من الصعب على الناس تلبية احتياجاتهم، هذا يمكن أن يؤدي إلى الجوع وسوء التغذية وعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي.
هناك خطوات يمكن اتخاذها للتخفيف من آثار ارتفاع أسعار الغذاء، مثل زيادة وتنويع إمدادات الأسمدة العالمية.
يمكن أن يؤدي تنويع توريد الأسمدة إلى تخفيف الضغط الناجم عن اضطرابات سلسلة التوريد.
بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام الأسمدة التي تعمل على تحسين مقاومة النبات لعوامل الإجهاد البيئي مثل الجفاف ويمكن أن تساعد في زيادة إنتاج المحاصيل.
المصدر : العين الإخبارية