أخبارالاقتصاد الزراعيالانتاج الزراعي
المغرب | برنامج “المثمر” .. المنصات التطبيقية لزراعة الزيتون تبصم على نتائج إيجابية
كشفت نتائج المنصات التطبيقية الخاصة بالزيتون خلال الموسم الفلاحي 2022-2023 عن مؤشرات إيجابية بخصوص المردودية والجودة وهامش الأرباح، إذ قفزت الإنتاجية إلى 3.9 أطنان في الهكتار بالمنصة التطبيقية مقارنة مع الشاهد، حيث لم تتجاوز 3.4 أطنان، بنسبة تحسن وصلت إلى 15 في المائة.
وأظهرت النتائج، التي عرضها خلال ندوة عن بعد اليوم الأربعاء خصصت لتقديم نتائج المنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الزيتون للموسم الفلاحي 2023-2022، بلوغ وزن 100 حبة من الزيتون 315 غراما بالمنصات التطبيقية، مقابل 281 غراما في الشاهد، بارتفاع نسبته 12 في المائة؛ فيما انتقل هامش الأرباح بين الشاهد والمنصة من 20.150 درهما في الهكتار إلى 24.580 درهما، بارتفاع نسبته 22 في المائة.
وحققت المنصة التطبيقية لزراعة الزيتون بإقليم آسفي أعلى النتائج على المستوى الوطني، حيث قفزت الإنتاجية إلى 16.8 أطنان في الهكتار مقارنة مع 15.2 طن لدى الشاهد، بزيادة نسبتها 10.5 في المائة، متبوعة بالمنصة التطبيقية لإقليم مراكش بنسبة تحسن وصلت إلى 8 في المائة، حيث قفزت الإنتاجية من 14.5 أطنان في الهكتار إلى 15.7 أطنان.
يشار إلى برنامج الإنتاج المندمج للزيتون IPC يرتكز على الرفع من المردودية بنسبة تتراوح بين 15 في المائة و23 في المنصات التطبيقية مقارنة مع الشاهد، وتحسين جودة الإنتاج، خصوصا الوزن المتوسط للفاكهة والنضج، إضافة إلى الرفع من هامش الربح بنسبة تتراوح من 14 في المائة إلى 20 في المائة مقارنة مع الشاهد أيضا؛ فيما يستحضر البرنامج مجموعة من المعايير المرتبطة بتحسين النمو الخضري، وضبط المشاكل المتعلقة بالصحة النباتية، وكذا المحافظة على مبدأ الاستدامة، باعتبار التأثير التراكمي الإيجابي بعد إعادة المنصات التطبيقية في بعض البساتين.
عوامل مناخية مؤثرة
ركزت الندوة على العوامل المناخية المؤثرة في برنامج “المثمر” للمنصات التطبيقية لزراعة الزيتون، من خلال عرض قدمه بلقاسم بولوحة، دكتور باحث بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، عدّد من خلاله المؤثرات المناخية على الإنتاج، حيث سجل تواتر درجات الحرارة الباردة والحارة طيلة الموسم الزراعي 2022-2023، موضحا أن شجرة الزيتون تحتاج إلى 500 ساعة من الطقس البارد و7 درجات بين دجنبر ويناير.
وأكد بولوحة أهمية التساقطات الثلجية المسجلة من تارودانت وورزازات، مرورا بالأطلس والريف في فصل الشتاء خلال السنة الماضية، منبها إلى أن الحرارة كانت معتدلة مع تساقطات إبان إزهار الزيتون؛ فيما شدد على ارتفاع درجات الحرارة خلال وقت عقد الثمار، حيث وصلت إلى 40 درجة في الحوز.
واستعان الباحث، في عرضه لتأثير عوامل المناخ على الإنتاج، بإحصائيات تركية أجريت في 34 بلدا منتجا للزيتون، أظهرت انخفاض الإنتاج بنسبة 51 في المائة بسبب ارتفاع درجات الحرارة والصقيع في مارس، مشيرا إلى تسجيل تطور في مستويات الحرارة على الصعيد الوطني بدرجة مئوية واحدة في 2022، وبدرجتين في 2023.
وكشف المتحدث ذاته عن تسجيل 249 ميلمترا من التساقطات المطرية خلال 2023؛ ما يمثل نسبة أقل بـ32 في المائة مقارنة مع السنة ما قبل الماضية، موضحا أن قلة الأمطار في فصلي الشتاء والربيع تضر بالنمو الخضري والإزهار، وفي فصل الصيف بحجم الثمار ونسبة الزيت.
وبلغة الأرقام دائما، سجل بولوحة تذبذب إنتاج الزيتون خلال الأربع سنوات الماضية، إذ انتقل من 1.6 ملايين طن في 2020 إلى 1.9 ملايين طن في 2023، قبل أن يهوي إلى مليون طن في 2022 والمستوى ذاته في 2023، معبرا عن خشيته من استمرار تراجع الإنتاج في 2024، باعتبار تأثير نقص النمو الخضري في موسم زراعي على الآخر الذي يليه.
عقلنة ري الزيتون
بخصوص الإدارة الرشيدة لري الزيتون، شدد عبد العزيز بوازكرن، دكتور باحث في المعهد الوطني للبحث الزراعي، على أهمية سقي أشجار الزيتون، واعتماد الري الناقص المستمر عند أشجار الزيتون الصغيرة، وتحويل الري السطحي إلى الري الناقص المستمر عند أشجار الزيتون المنتجة، وكذا الري الإجهادي المنتظم.
وأشار بوازكرن إلى أهمية اعتماد الفسائل المقاومة للجفاف مثل “تساوت” في زراعة الزيتون، مؤكدا أن الاعتقاد السائد يتمثل في أن هذه الزراعة غير مربحة وغير منتجة عندما لا تتجاوز التساقطات المطرية 450 ميلمترا، مشددا على ضرورة عقلنة ري الزيتون في ظل ندرة الموارد المائية خلال الفترة الراهنة.
وعدد الباحث مزايا ومساوئ الري السطحي والموضعي، موضحا أن التجارب العلمية المنجزة أكدت أن الري بالتنقيط الكامل والناقص ساهم في توفير كميات مهمة من الموارد المائة، مقابل إنتاجية أكبر، بخلاف الري التقليدي، مستدلا على ذلك بمجموعة من الأرقام والإحصائيات بهذا الخصوص.
وبلغت كمية المياه المقتصدة في الهكتار الواحد عند اعتماد الري بالتنقيط الكامل 3330 مترا مكعبا في الهكتار، أي بناقص 60 في المائة؛ فيما بلغت الكمية عند استخدام الري بالتنقيط الناقص 3970 مترا مكعبا في الهكتار، بناقص 76 في المائة، لتستقر كمية المياه المستعملة هنا عند 1480 مترا مكعبا فقط، مقابل 5450 مترا مكعبا عند اعتماد الري التقليدي.
وتخللت الندوة شهادات من فلاحين مستفيدين من منصات تطبيقية في تاوريرت وبني ملال ووزان وغيرها، أجمعت على نجاعة عمليات تحليل التربة واعتماد آليات التسميد على المقاس في زيادة إنتاج الزيتون رغم التغيرات المناخية التي شهدتها المناطق المزروعة.
يشار إلى أن برنامج المنصات التطبيقية يندرج في إطار حرص آلية “المثمر” على ترسيخ الممارسات الفلاحية الجيدة لدى الفلاحين، واتباع مسار تقني معقلن للحفاظ على الموارد الطبيعية ورفع الإنتاجية.
المصدر : هسبريس