الفراولة .. محصول اقتصادي واعد .. تعرف على الطرق الصحيحة لتحسين الإنتاج وزيادة فرص التصدير

تعتبر الفراولة من محاصيل الخضر التصديرية فهي ذو العائد الاقتصادي الكبير للمزارع والدولة وصلت المساحة المنزرعة من الفراولة في مصر الى 45 ألف فدان في العام 2022 ويتم تصدير حوالي 110 ألف طن من الفراولة الطازجة ومصنعات الفراولة إلى الدول العربية والأوروبية والأسيوية , حيث تأتي مصر خامس الدول المنتجة للفراولة بعد الصين، الولايات المتحدة وتركيا والمكسيك، ويمكن زيادة هذا العائد بالعمل على إنتاج المحصول في الوقت المناسب للتصدير والذي يبدأ من نوفمبر وحتى شهر أبريل وكذلك العناية بإنتاج الثمار ذات المواصفات البستانية المرغوبة والخالية من التلوث البيولوجي والكيماوي، بالإضافة إلى العناية بعمليات الجمع والتعبئة والتبريد والنقل مما يؤدى إلى وصول الثمار للمستهلك في صورة جذابة ورفع قيمتها التسويقية.

تناولت د. غادة أسامة رضوان الباحث بالمعمل المركزي للمناخ الزراعي الحديث عن الممارسات الزراعية الجيدة لتحسين انتاجية محصول الفراولة في البداية أوضحت د. غادة تزرع شتلات الفراولة الطازجة في سبتمبر وأكتوبر لإنتاج المحصول المبكر لغرض التصدير والذي يبدأ إنتاجها في شهر نوفمبر حتى شهر مايو ويطلق على هذا النظام الزراعة الشتوي أما النظام الآخر والذي يطلق عليه الزراعة الصيفي فيتم زراعته بشتلات مثلجة تم تخزينها بالثلاجات لمدة حوالي سبعة شهور حيث تبدأ الزراعة في أغسطس ويبدأ جمع المحصول منها في شهر مارس وحتى شهر يوليو.

كيفية تحسين انتاجية الفراولة :

وتابعت أن الهدف الرئيسي من هذا العمل هو تحسين إنتاجية الفراولة من خلال الممارسات الزراعية الجيدة (GAP) وبناء قدرات المزارعين، وتهدف في النهاية الى تحسين فعالية المشروعات الزراعية في هذا المجال وتعزيز استدامة الأمن الغذائي، وذلك عن طريق:

– العمل على زيادة فترة ما بعد الحصاد لثمار الفراولة حتى يتم تقليل التالف منها والمحافظة على جودة المنتج أثناء العرض في السوق المحلي والتصدير والأخذ في الاعتبار أن ثمار الفراولة شديدة الحساسية.

– إعداد نشرات إرشادية وتوصيات لإنتاج الفراولة لرفع مهارات المزارعين في مجال الممارسات الزراعية الجيدة.

– العمل على زيادة وعى المزارع لإنتاج منتج زراعي بجودة عالية متجانس يمكن المنافسة على التصدير.

– انتاج منتج عضوي نظيف.

– تحسين الممارسات الحالية من حيث الري والتسميد وإدارة المحاصيل والآفات والحصاد مع التركيز بشكل خاص على الربط مع القطاع الخاص.

– بناء قدرات العاملين في مجال الممارسات الزراعية الجيدة.

الممارسات الزراعية الجيدة :

وأضافت غادة من أهم الممارسات العملية الجيدة لزراعة محصول الفراولة منها :

إدارة التربة:

يفضل زراعة الفراولة في الأراضي الرملية الصفراء أو الطميية كما يمكن زراعة الفراولة في جميع أنواع الأراضي ما عدا الجيرية والملحية التي لا تزيد عن 1000 جزء بالمليون والموبوءة بالحشائش أو النيماتودا، بالإضافة إلى تربة جيدة الصرف وتكون ذات درجة حموضة 6.5 – 7 ثم تحليل عناصر التغذية في التربة لتحديد متطلبات الفراولة من NPK وكذلك العناصر الصغرى.

كما يتم إضافة السماد البلدي أثناء إعداد الأرض لتشجيع النمو الخضري وتقليل استخدام الأسمدة الكيماوية، ويوصى بإضافة 20 م3 سماد بلدي قديم متحلل +10 م 3 سماد دواجن + 250 كجم سلفات أمونيوم + 150 كجم سوبر فوسفات +150 كجم سلفات بوتاسيوم +50 كجم سلفات مغنسيوم + 300 كجم كبريت.

وخلال الموسم يتم إضافة متطلبات الفراولة من المياه والأسمدة وفقاً لعمر المحصول والظروف الجوية وحالة التربة كذلك بتم الحرث الجيد للتربة وتترك بدون زراعة لفترة 15 يوم وذلك لعمل تعقيم شمسي للتربة.

إدارة المياه:

أما بالنسبة للري فيتم إجراء تحليل للمياه عن طريق معامل تحليل معتمدة سواء المعامل ذات الطابع الخاص أو معامل تابعة لوزارة الزراعة واستصلاح والأراضي مثل “معمل تحليل متبقيات المبيدات” لرصد الخصائص الكيميائية والبيولوجية لمياه الري.
يلها إقامة شبكات الري، حيث تحتاج الفراولة إلى شبكة ري بالرش وأخرى بالتنقيط.

طريقة الزراعة:

واستكملت غادة أما طريقة زراعة الفراولة تزرع الشتلات طازجة مباشرة من المشتل إلى أرض الإنتاج، وتزرع بكامل أوراقها، ولا يزال منها إلا الأوراق المريضة أو القديمة الجافة، ويفضل أن يكون سمك تاج الشتلة يتراوح من 0.8 -1.2 سم، وأن تكون خالية من أعفان الجذور والنيماتودا، ويتم تطهيرها قبل الزراعة بنقعها في محلول توبسين 0.1 % + ريزوليكس تي 0.15 % لمدة 20 دقيقة قبل الزراعة.

ويتم زراعة الشتلات بمعدل أربعة صفوف على المصطبة، يتخللهم خرطومين للري بالتنقيط، وتزرع النباتات على مسافة 25 سم بين الشتلة والأخرى في الصف الواحد، وعلى شكل رجل غراب في الخطوط المتجاورة، ويحتاج الفدان حوالي 36-40 ألف شتلة فراولة طازجة.

عملية الري:

وهنا يجب إدارة مياه الري جيداً باستخدام نظام آلي ليعطي كفاءة عالية من الري و التوصية بري الفراولة بالرش خلال مرحلة النمو الخضري الأولى، يليها الري بالتنقيط بعد نجاح الشتل، وتكوين أوراق جديدة وخلال مرحلة الأزهار و الإثمار، ويفضل ألّا تزيد نسبة ملوحة مياه الري عن 700 – 900 جزء بالمليون، ويحتاج الفدان حوالي10 م3 يومياً حسب الظروف الجوية ونوع التربة.

عملية التسميد:

تفضل الأسمدة المركبة السائلة التي تحتوى على العناصر الهامة الكبرى والصغرى للنبات، والتي يسهل إضافتها في السمادة، ويستفيد منها النبات بسرعة، ويحتاج الفدان حوالي 5 لتر يومياً من السماد المركز، ويجب أن تتخلل فترة الري عملية التسميد، وأن ينتهي دفع الأسمدة قبل 10 دقائق من انتهاء وقت الري.

استخدام البلاستيك في زراعة الفراولة:

وأفادت غادة تأتي أهمية استخدام البلاستيك لتغطية الخطوط المنزرعة بالفراولة لـ :

• – تدفئة التربة وتشجيع النمو الجذري والخضري.
• – زيادة المحصول المبكر والكلى.
• – تقليل نسبة الثمار غير الصالحة للتسويق وإنتاجثمار خالية من التلوث بحبيبات التربة.
• – مقاومة الحشائش في حالة استخدام البلاستيكالأسود.
• – تقليل نسبة أعفان الثمار.

موضحة تغطى المصاطب بالبلاستيك في نوفمبر في حالة الزراعة الشتوي، وفي ديسمبر في حالة الزراعة الصيفي، وتعمل فتحات لخروج النباتات منها، ويثبت البلاستيك على جانبي الخط بعمل مجرى توضع فيه حافة البلاستيك ويردم عليه، ويتم تثبيت البلاستيك فوق الخط باستخدام السلك المجلفن على مسافات 15 – 20 متر، حتى لا يتأثر بالرياح.

كما يستخدم البلاستيك لعمل الأنفاق المنخفضة في الزراعات المخصصة للتصدير لحماية النباتات من انخفاض الحرارة ليلاً ومن الأمطار والعواصف نهاراً مع مراعاة إزالة البلاستيك عند ارتفاع درجة الحرارة فوق 30°م حتى لا يؤدى إلى تلف الثمار الملامسة له نتيجة ارتفاع حرارته.

إدارة الحشرات والأمراض:

عند مكافحة الآفات والأمراض يتم استخدام طرق المكافحة الحيوية كلما أمكن، وأن يكون استخدام المبيدات الكيماوية في الحالات التي يصعب التدخل فيها حيوياً، “خاصة لآفة العنكبوت الأحمر”.

إدارة الحصاد:

واختتمت أما عملية الحصاد تعتبر الفراولة من المحاصيل الحساسة جدا في زراعتها وحصادها وتداولها، لذلك لابد عند حصادها تقليل التلامس قدر الإمكان، وسرعة التعبئة، وأيضا اتباع معاملات ما بعد الحصاد، وعلى رأسها التبريد المبدئ.

كذلك مراعاة عدم كسر سلسلة التبريد لعدم تعريض الثمار للفقد أو التلف ويعتمد أساسا الحصاد على تلون السطح الخارجي لثمار الفراولة، وبصفة عامة فإن الحد الأدنى هو أن يكون 3/4 – 1/2 سطح الثمرة ملون باللون الأحمر، وفقا لدرجة الجودة المطلوبة وقد يكون الحد الأدنى في كاليفورنيا، مثلا، 2/3 سطح الثمرة ملون بلون أحمر أو وردى.

التخزين:

تبقى ثمار الفراولة بدون تلف في الجو العادي لمدة يومان، أما إذا خزنت في ثلاجات وعلى درجة حرارة الصفر المئوي ورطوبة نسبية 90 % – 95 %، فإنها تبقى صالحة بدون تلف لمدة 5-7 أيام كما ينصح بتخزين ثمار الفراولة على درجة حرارة صفر إلى واحد درجة مئوية أثناء فترة النقل والتسويق، مع مراعاة عدم قطع سلسلة التبريد حتى يتم الاحتفاظ بالثمار لأطول فترة ممكنة