أخبارأنواع الزراعة

مرض يصيب نباتات التوت الأزرق ينتشر في جميع أنحاء العالم

أصبحت نباتات التوت الأزرق الآن مهددة، حيث أصبح مظهرها النابض بالحياة باهتًا ونموها متوقفًا بسبب مادة بيضاء مسحوقة.

تخيل مزرعة توت بري ساحرة، حيث تزدهر الشجيرات النابضة بالحياة بالفواكه ذات الألوان الزاهية وتتلألأ أوراق الشجر تحت أشعة الشمس، ومع ذلك، فإن التغيير يلوح في الأفق.

السبب هو فطر يسمى Erysiphe vaccinii ، وهو المسؤول عن المرض المعروف باسم العفن البودري.

تكشف دراسة حديثة من جامعة ولاية كارولينا الشمالية عن الانتشار العالمي المثير للقلق لبكتيريا Erysiphe vaccinii في التوت الأزرق.

ونشرت النتائج في مجلة New Phytologist .

يؤدي العفن البودري إلى تقليل المحصول وزيادة الاعتماد على مبيدات الفطريات.

وهو يؤثر حاليًا على إنتاج التوت الأزرق في قارات متعددة.

التوت الأزرق

انتشار مرض فطر التوت الأزرق على مستوى العالم

وذكرت الدراسة، أن الفطر انتشر عالميا خلال الأعوام الـ12 الماضية، بعد أن نشأ في شرق الولايات المتحدة.
قال مايكل برادشو، الأستاذ المساعد لعلم أمراض النبات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية: “نحن نشاهد هذا الانتشار العالمي يحدث الآن، في الوقت الفعلي” .

يؤدي الفطر المسؤول عن مرض البياض الدقيقي إلى تكوين طبقة بيضاء ناعمة على سطح النباتات المصابة.

لا يؤدي هذا الطلاء إلى تعطيل قدرة النبات على امتصاص ضوء الشمس لعملية التمثيل الضوئي فحسب، بل يسرق أيضًا العناصر الغذائية الأساسية من أنسجة النبات.

ونتيجة لذلك، يتوقف نمو النبات، وتتدهور صحته بشكل عام، مما يجعله أضعف وأقل إنتاجية.

وأشار برادشو إلى أن “هناك أنواع أخرى وثيقة الصلة من العفن البودري تؤثر على النباتات مثل التوت البري أو شجر الكينا، ولكنها تختلف وراثيا عن تلك التي تنتشر في جميع أنحاء العالم على التوت الأزرق”.

تتبع انتشار العفن البودري

قام الباحثون بفحص 173 عينة من أوراق التوت البري المصابة لدراسة انتشار مرض البياض الدقيقي، وتضمنت هذه العينات عينات تاريخية من حدائق الأعشاب (بعضها جُمعت منذ أكثر من 150 عامًا) وعينات أحدث من بلدان مختلفة.

ومن خلال الاختبارات الجينية، اكتشف الفريق أن السلالات المسببة للتفشي الحالي جديدة تمامًا ومختلفة عن تلك الموجودة في العينات الأقدم. وحددوا مصدرين مختلفين للفطريات في مناطق زراعة التوت الأزرق في العالم.

انتشرت سلالة واحدة في الصين والمكسيك وكاليفورنيا، وتم العثور على السلالة الأخرى في المغرب وبيرو والبرتغال.

وأشار برادشو إلى أن البشر ربما لعبوا دورا رئيسيا في انتشار الفطريات من خلال نقل النباتات المصابة عبر الحدود.

وأضاف “إذا كنت ترسل مواد نباتية عبر العالم، فمن المرجح أن تنشر هذا الفطر معها”.

وهذا يسلط الضوء على كيف يمكن للتجارة العالمية في النباتات أن تؤدي عن غير قصد إلى إدخال مسببات الأمراض الضارة إلى مناطق جديدة.

تأثير المرض على التوت الأزرق

يسبب العفن البودري تأثيرًا اقتصاديًا كبيرًا على صناعة التوت الأزرق، حيث يكلف ما بين 47 مليون دولار و530 مليون دولار سنويًا.

وتنبع هذه التكاليف في المقام الأول من زيادة استخدام مبيدات الفطريات اللازمة للوقاية من المرض أو إدارته، فضلاً عن الخسائر المحتملة في غلة المحاصيل.

كما حددت الدراسة مناطق مثل شمال غرب المحيط الهادئ في الولايات المتحدة باعتبارها مناطق معرضة بشكل خاص لتفشي المرض في المستقبل.

تتمتع هذه المنطقة بظروف بيئية مثالية لازدهار المرض، مثل المزيج المناسب من درجة الحرارة والرطوبة، إلا أنه لم يتم الإبلاغ عن وجود الفطريات هناك بعد.

الرصد والإدارة الاستباقية أمر ضروري بشكل عاجل لمنع انتشار المرض في مثل هذه المناطق المعرضة للخطر.

وأشار برادشو إلى أن الممارسات الزراعية قد تؤثر على شدة المرض.

وقال: “يبدو أن بعض المناطق التي تزرع التوت الأزرق في الأنفاق أو المناطق المغلقة تعاني من نتائج مرضية أسوأ من المناطق التي تزرع التوت الأزرق في الهواء الطلق دون أي غطاء، كما هو الحال في ولاية كارولينا الشمالية”.

مساعدة المزارعين في إدارة البياض الدقيقي

لمساعدة المزارعين على إدارة العفن البودري بشكل أكثر فعالية، قام الباحثون بتطوير قاعدة بيانات عامة مصممة لتحديد سلالات مختلفة من الفطريات.

يمكن للمزارعين استخدام هذه الأداة لإدخال البيانات حول الفطريات التي تؤثر على محاصيلهم وتحديد السلالة المحددة الموجودة في حقولهم.

وتعتبر هذه المعلومات بالغة الأهمية لأنها تساعد المزارعين على فهم خصائص السلالة التي يتعاملون معها، بما في ذلك مستوى ضراوتها (مدى الضرر الذي يمكن أن تسببه) وما إذا كانت مقاومة لمبيدات الفطريات المستخدمة بشكل شائع.

ومن خلال معرفة هذه التفاصيل، يمكن للمزارعين اتخاذ قرارات أكثر استنارة حول كيفية السيطرة على المرض وحماية محاصيلهم.

وأوضح برادشو، أن “فهم الجينات يمكن أن يحذر المزارعين من السلالة التي لديهم، وما إذا كانت مقاومة لمبيدات الفطريات، وكيف ينتشر المرض”.

يسلط هذا البحث الضوء على الحاجة الملحة إلى معالجة انتشار العفن البودري على مستوى العالم.

ومن خلال تحسين استراتيجيات الرصد والسيطرة، تقدم الدراسة الأمل في حماية صناعة التوت الأزرق من هذا المرض الناشئ.

اترك تعليقاً

إغلاق