أخبارأنواع الزراعةالأسمدةالاقتصاد الزراعيالانتاج الزراعيوقاية المحاصيل

الري بالبكتيريا لتقليل الأسمدة.. تجارب حديثة في إسبانيا لزراعة أقل ضررا للبيئة

توفر الأسمدة والمبيدات، العناصر الغذائية الضرورية التي لا يستطيع النبات جلبها للدفاع عنها ضد الأمراض والحشرات؛ لزيادة إنتاج الغذاء، لكنه يسبب مشاكل أخرى، من ناحية يمكن تقليل جودة العلف، ومن ناحية أخرى تتغير صحة التربة على المدى الطويل، وحاليا ثلث التربة على الكوكب تعاني من تدهور بنسب مختلفة، بحسب جينفر ميسا مارين، باحثة في الأحياء البيئية الدقيقة بجامعة إشبيلية.

تقول مارين، إنه يتم البحث عن بدائل أكثر إيكولوجية ومقبولة اقتصاديًا للحفاظ على إنتاج المحاصيل دون الإضرار بالبيئة، أحد هذه البدائل هو استخدام البكتيريا، وفق موقع “ذا كونفيرزيشن”.

• أليست البكتيريا ضارة؟

لطالما كان للبكتيريا سمعة سيئة، وأنها تسبب الكثير من الأمراض، وتستخدم الإعلانات الخاصة بمنتجات التعقيم المنزلي جملا مثل “القضاء على البكتيريا” لتأكيد جودتها، فكيف يمكن لشيء كهذا أن يكون جيدًا؟

توضح مارين أن البكتيريا موجودة في كل مكان، في الهواء الذي نتنفسه، في الجسد والطعام وأزرار المصاعد، وعلى شاشة الهاتف وغيرها، فإذا كان جميعها ضارا، لكنا واجهنا مشكلة خطيرة.

بعض البكتيريا ضار والبعض الآخر مفيد، وهناك ما يتعايش معنا في وئام، وتوجد بكتيريا في التربة، يمكن أن يوجد مليار بكتيريا في ملعقة كبيرة من التربة، أكثر من عدد سكان كوكب الأرض بأكمله، ويؤدون وظائف مهمة للغاية للحفاظ هذه التربة.

• البكتيريا كأسمدة حية

العديد من هذه البكتيريا ليست في التربة عن طريق الصدفة، فهي في حالة تبادل منفعة مع النباتات، وعلى مر السنين تكيفوا للعيش معا، حيث تتغذى البكتيريا على ما تفرزه النباتات من خلال جذورها، وفي المقابل تقدم لها بعض الخدمات، على سبيل المثال، هناك بكتيريا تنتج هرمونات نباتية تزيد من نمو الجذور، كما أنها تساعد النبات في الحصول على العناصر الغذائية من التربة، مثل النيتروجين والحديد والفوسفور الضرورية للنباتات.

تضيف لورين أيضا، أن بعض البكتيريا قادرة على إنتاج مركبات ضد بعض الحشرات والفطريات والبكتيريا المسببة للأمراض، هناك بكتيريا قادرة على العمل كأسمدة حية ومبيدات حشرية، ويتم دراسة استخدامها كسماد طبيعي في مجموعة متنوعة من المحاصيل.

• البكتيريا والفراولة

تعتبر الفراولة من المحاصيل التي تم دراسة استخدام الأسمدة البكتيرية فيها؛ لأنها تشكل محركًا اقتصاديًا واجتماعيًا أساسيًا لدولة مثل إسبانيا، المشكلة هي أن زراعتها المكثفة تتطلب كمية كبيرة من الأسمدة والمياه، ونتيجة لذلك، تلوث المخلفات التربة والمياه السطحية والجوفية.

في مشروع ممول من قبل Junta de Andalucía، يحاولون استخدام الأسمدة البكتيرية المختارة في محاصيل الفراولة، مع تقليل الأسمدة والري بنسبة 30%.

ويرى الخبراء أن هذا التفكير لا يؤدي إلى التخفيف من البيئة فقط، بل يوفر أيضًا انخفاضًا كبيرًا في الاستثمار الاقتصادي الذي يقوم به المزارع، ووجد أن النباتات التي تُسقى بمحلول بكتيري، تفشل في النمو بنفس الطريقة التي تمت معالجتها بالكمية المعتادة من الأسمدة والري، ومع ذلك فمن الغريب أنهم تمكنوا من إنتاج نفس الفراولة تقريبًا، من حيث الكمية والحجم، ويتم البحث حاليا لاكتشاف الأمر.

تقول لورين: “يبدو أن استخدام البكتيريا يحمل وعدًا ثابتًا للمساعدة في تطوير المحاصيل التي تتطلب كميات أقل من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية والري، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل في بعض الجوانب المتعلقة بتطبيقه على نطاق واسع وطويل الأجل”.

المصدر : الشروق

إغلاق